11 سبتمبر 2025

تسجيل

واحمداه .. الثالث تاريخياً

19 يونيو 2014

قصدت في مقال هذا الأسبوع ذكر موقف تاريخي لأحد رجالات العرب عبر الأزمنة، وأن النخوة العربية لا تنقطع ولا تتوقف بتقادم الزمن وفلتاته .. ذلك لأن الأصل هو الأساس والغيرة العربية يجب ألا تموت .. فالله سبحانه يغار ونحن أتباع دينه .. والتاريخ الإسلامي يذكر لنا حادثتين مهمتين لسيدتين استنجدتا بقادة في آخر الأرض رأتا فيهما النخوة العربية الإسلامية والأمن والأمان فها هي سيدة جليلة تساق على أيدي جند الروم في أسواق عمورية بامتهان فإذا بها تطلق صرخة ملؤها الألم والحرقة والثقة "وا معتصماه " فإذا بالخليفة المعتصم بالله يرسل جيشاً لا طاقة للرومان به وفتح بفضل الله عمورية بعد حصار طويل .. والحجاج بن يوسف الثقفي يأتيه خبر مزلزل من بلاد السند بأن إحدى حرائر المسلمين اختطفت على أيدي قراصنة ولم تستنجد بملكها وإنما أطلقت صرخة مدوية مقهورة "واحجاجاه " فإذا بالاستغاثة تصله وظل يردد (لبيك) حتى فتح بلاد السند. ضعفت أمة محمد عليه الصلاة والسلام .. وتلاعب بها الكل للأسف ولكن تظل بركتها في أبنائها حتى يأذن الله. والتاريخ يظل يعيد نفسه من حقبة لأخرى لأنه "إذا خليت خربت"! ففي عصرنا الحديث وعندما بلغ الألم مداه وعبر أثير قناة الجزيرة تأتي صرخة مؤلمة من حنجرة عربية أصيلة من أرض شيخ المجاهدين الشهيد عمر المختار ملؤها الألم والحرقة "وا حمداه" حتى أبكت معها الجميع.. نعم واحمداه ومن دون كافة الزعماء والحكام والجنرالات .. فهي رأت النخوة في شخص سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني .. وكان حمداً لها. كيف لا وهي استنجدت به لينقذهم من مجازر النظام بالاسم. تلك ليلة لا تُنسى وجزمت بأن سموه لن يدير ظهره مهما تطلب الأمر..وبالفعل قامت قطر في نفس الليلة بطلب عقد اجتماع للجامعة العربية بتاريخ 22/02/2011.وكان تحرير ليبيا من مغتصبها بغطاء قطري.قطر وقائدها قاموا بما تمليه عليهم ضمائرهم تجاه الدين والدم والأخوة..ولا يجب أن ينسى التاريخ تلك الصرخة التي أطلقتها المرأة العربية الليبية بكل ألم .. لن ينسى التاريخ الاستنجاد الثالث. يا أهل قطر إن أميركم الوالد حفظه الله قد بيض وجوهكم وسطر لكم مكانا في صفحات التاريخ وأن أمير دولة صغيرة بحجمها كبيرة بدورها اسمها قطر وبسبب استنجاد حرة كانت السبب في تخليص شعب من براثن مغتصبيها وتحرير شعبها.