27 أكتوبر 2025

تسجيل

ماذا جنينا من منتدى أمريكا والعالم الإسلامي

19 يونيو 2014

تواصل دولة قطر، على مدار عشر سنوات، التزامها بتنظيم مُنتدى أمريكا والعالم الإسلامي، والذي عقد هذا العام يومي 9 و 11 يونيو الجاري، وتنظمه اللجنة الدائمة لتنظيم المُؤتمرات، بالتعاون مع مركز سابان التابع لمُؤسّسة بروكن ومقرّه واشنطن، ويُشارك فيه نخبة مُتميّزة من خيرة العناصر والخبرات والعقول في العالم من السياسيين والمسؤولين والأكاديميين وقادة الرأي ورجال الدين ورجال الأعمال والثقافة والإعلاميين البارزين من الولايات المُتحدة ومن كافة بقاع العالم الإسلامي، والهدف الأساسي لعقد المُنتدى هو دعم الحوار السنوي، وتعزيز فرص التعاون بين العالم الإسلامي والولايات المُتحدة على وجه الخصوص، وإبراز الوجه المُشرق للإسلام والمُسلمين وتحسين الصورة المُشوّهة في الغرب، وتأسيس علاقة إيجابيّة بين العالم الإسلامي والحكومات والشعوب. ماذا حقق المنتدى من أهدافه هذا العام والأعوام السابقة في ظل الانتقادات التي واجهت أمريكا بسياساتها في العالم الاسلامي، هذا العام خرجنا بالدعوة إلى التسامح الديني وتعزيز ثقافة الحوار ونبذ العنف والتطرف ومعالجة المشاكل والقضايا التي تواجه الجانبين وتقوية منظمات المجتمع المدني، وبرز من بين الحوارات موضوع الأقليات المسلمة في المجتمعات الغربية وبحث في هذا الخصوص أن يكون لها دور في المجتمع الذي تعيش فيه حتى تؤثر بشكل إيجابي فيه مع المحافظة على قيمهما ومبادئها. ليس كل عناوين المنتدى البراقة راقت للمتابعين، سواء عن كثب أو عن بعد، حيث شهد المنتدى انتقادات شديدة للإدارة الأمريكية ودعوات لها بإنهاء "تفردها" بإدارة العالم. وشخصيا أتفق مع أن موضوعات المنتدى أصبحت تكرر نفسها ولم تتقدم خطوة إلى الأمام، وواضح لكل ذي عقل أن العلاقات بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي "لم تتحسن بل زادت سوءا" وأبرزها الوحشية الإسرائيلية المدعومة بالمال والسلاح وبالفيتو الأمريكي. وإذا كان هناك جدوى من منتدى الحوار الأمريكي الإسلامي، فمن باب أولى أن تحظى القضية الفلسطينية والصراع في الشرق الأوسط بالاولوية، لأن هذه القضية كانت ولا تزال المصدر الأساسي للتوتر وانعدام الثقة. دولة قطر منذ احتضانها منتدى امريكا والعالم الاسلامي على اراضيها، وهي تتعامل بحسن النوايا ورغم الانتقادات الموجهة للمنتدى، إلا أن قيادتنا الرشيدة تؤمن بالحوار المؤدي إلى نتيجة حتمية لحل الصراعات والتوترات بين الجانبين، فهي وفرت كل وسائل النجاح للتحاور، وتعتبر المنتدى بحد ذاته مائدة تتسع للرأي والرأي المخالف في علاقة العالم الإسلامي بواشنطن التي طالما اشتكى المسلمون من أفعالها أينما حطّت رِحالها في العراق أو أفغانستان أو حتى دعمها المطلق للاحتلال الإسرائيلي في المنطقة العربية. وفي كلام مسبق لمسؤول قطري، أجاب على تساؤلات بهذا الشأن قائلا "إن المنتدى ليس منبرًا سياسيًا أو ساحة لتصفية الحسابات وإنما هو محفل لتبادل الأفكار مع الآخر وفتح نطاق حرّ للحوار الفكري بين الأكاديميين والسياسيين والمختصين من الجانبين، وتأتي أهمية المنتدى من المساحة التي يتيحها للمفكرين والسياسيين والأكاديميين لتبادل الرؤى والأفكار ووجهات النظر والبحث في أفضل السبل للتقريب بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي". وفي كلمة معالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية في افتتاح المنتدى هذا العام، قال "لا شك أن التطورات العالمية والإقليمية خلال السنوات القليلة الماضية أثبتت صحة الرؤى والأفكار التي نادى بها هذا المنتدى منذ بداية انعقاده الذي لم يكن ليقتصر على النقاش فحسب، بل شكل قواعد مهمة وحلولا ناجعة للعديد من القضايا الإقليمية والعالمية المهمة" . هذا يكفي وسسلامتكم