13 سبتمبر 2025
تسجيلفي عام 1994 عادت الحياة للمسرح الشبابي ونهض من وعكته الصحية خصوصا بعد وصول الفنان سالم الجحوشي وانضمامه لمركز شباب الدوحة كمشرف نشاط مسرحي والفنان صفوت الغشم كمشرف لمركز شباب برزان والفنان محمد السني في نادي الوكرة الرياضي والفنان ماجد درندش في نادي الجسرة والأستاذ سيد شرويدي في نادي السد والأستاذ عبدالمنعم عيسى في نادي العربي، حيث استقطبوا كل الشباب القطريين للفن مرة أخرى، وقاموا بتقديم أعمال مسرحية بشكل جديد ومغاير لم يسبق تقديمه في مسرح الشباب، بعيدا عن العروض التقليدية والمعلبة والمحفوظة وتعرف الممثلون الشباب على مدارس جديدة في الإخراج كالعبثية والرمزية وجروتوفسكي في المسرح الفقير ومايرخولد في البيوميكانكية وبريخت في الملحمية وفي مدارس التمثيل عرفوا مدرسة قسطنطين استانسلاقسكي في إعداد الممثل وإعداد الشخصية، وزاد عدد الورش والدورات الداخلية للشباب خصوصا بعد أن تم تعيين الأستاذ ماجد عبد الحق خريج المعهد العالي للفنون المسرحية كمشرف مسرحي في إدارة الشباب بدلا من الأستاذ رفيق رسمي خريج الآداب قسم لغة عربية الذي عمل كمشرف في إدارة الشباب لمدة ثلاث سنوات دون جدوى، بدأ الأستاذ ماجد بوضع خطة معينة تم من خلالها تقديم العروض المسرحية فقد ألزم الأندية والمراكز الشبابية بتقديم عرضين في الموسم الواحد، عرض يقدم في الصيف والعرض الآخر يقدم في الشتاء وقام الأستاذ ماجد بالضغط على الأندية والمراكز الشبابية لتوفير مكان مناسب تجرى فيه البروفات بعد أن كان المخرجون يقومون بعمل بروفاتهم في ممرات وأزقة المباني الداخلية للنادي أو في حمامات اللاعبين "أجلّكم الله " أو في مواقف السيارات وذلك لعدم استطاعة النادي توفير مكان مناسب للممثلين لإجراء التدريبات والبروفات فيه لأن النادي الرياضي همه الرياضة وليس الثقافة مع أن "العقل السليم في الجسم السليم " وفي ظل هذه الظروف الصعبة والإحباطات التي كان يعيشها الفنانون الشباب كان الأستاذ خالد الملا يشدد على الأندية والمراكز بالاهتمام بهذا النشاط وكان يتابع كل عروض الأندية والمراكز مع الأستاذ سلمان المالك ويسمع شكوى الفنانين الشباب ويقف في صفهم أمام جبروت وتعنت الأندية الرياضية، حيث كانت بعض الأندية الرياضية تأخذ الدعم المادي الخاص بالنشاط الثقافي لصرفه على الرياضة وعلى رواتب الموظفين والعمال لذا فإن المخرج ومجموعة العمل عانوا كثيرا في تلك المرحلة من عدم وجود ديكورات ولا ملابس ولا أزياء، فقد لجأ المخرجون للتحايل على الجمهور باستخدام الكراسي والطاولات والإكسسوارات والبانوهات الموجودة داخل النادي والتي أكل الدهر عليها وشرب والمرمية في مخازن الأندية منذ عشرات السنين وبعض قطع القماش الموجودة عند المخرج أو الممثلين، فقد اعتمد فريق العمل المسرحي على نظام "الترقيع" لتقديم عروضهم والأدهى والأمر أن العروض كانت تقدم في الصالات الرياضية غير المجهزة وغير المهيأة حيث كان صوت الممثل لا يصل حتى للكراسي الأولى للجمهور واستمر الحال كذلك فترة طويلة مع بعض الأندية والمراكز وذلك لعدم وجود قانون أو لائحة تحفظ حق العاملين بالنشاط المسرحي في الأندية والمراكز الشبابية حتى تم تعيين الأستاذ صفوت الغشم مشرفا مسرحيا في إدارة الشباب بدلا من الأستاذ ماجد عبد الحق الذي صار باحثا رياضيا ومؤرخا للرياضة في قطر بعد أن ذاق الويل والمر مع الأندية والمراكز الشبابية دون تعيينه بشكل رسمي كمشرف للنشاط المسرحي في إدارة الشباب وذلك لعدم وجود مسمى (مشرف نشاط مسرحي) في لائحة اللجنة الأولمبية الأهلية القطرية لذا فإن المشرف المسرحي في إدارة الشباب كان يعمل براتب مقطوع كمكافأة مقدارها 2000 ريال قطري ودون سكن وكان يحصل على مكافأته كل ثلاثة أو أربعة شهور لذا فضل الأستاذ ماجد عبد الحق العمل في مجال غير مجاله لكي يعيش واستلم مكانه كمشرف للنشاط المسرحي الفنان صفوت الغشم الذي أسس أول "فرقة شبابية" تابعة لمركز الإبداع الفني الذي كان يترأسه الأستاذ سلمان المالك وبتأسيس تلك الفرقة المسرحية الشبابية ظهر مايسمى بالشللية والمحسوبيات في مسرح الشباب فكانت هذه الفرقة بمثابة إحباط جديد يضاف إلى إحباطات مسرح الشباب (للحديث تتمة)