13 سبتمبر 2025
تسجيلهناك مجموعة من النقاد يكتبون بمستوى عالٍ في الصحافة ولهم دراسات تنشر، الدكتور حسن رشيد مثالا في النقد. ويجب على الناقد أن يبين في تحليله عناصر العرض المسرحي الذي شاهده، خصوصا لغير المتخصص، فإذا كان هذا الناقد ضعيفا في التحليل والنقد فكيف يستطيع كتابة نقده المسرحي؟ لذا يجب عليه أن يكون مستوعبا المدارس المسرحية مثل الواقعية والرمزية والاختبارية والكلاسيكية والوجودية والعبثية وغيرها من المدارس المسرحية، حتى يتمكن من تحليل العرض الذي يشاهده. وإذا كانت ثقافته في الموسيقى والأزياء والحقب والألوان والإضاءة ضعيفة فسيكتب نقدا انطباعيا هزيلا غير مبني على أسس علمية أكاديمية لتحليل الصورة المرئية أمامه ودلالاتها الرمزية. ومعظم النقاد في وقتنا الحالي، حتى الأكاديميين، نقدهم انطباعي وليس نقدا تحليليا موضوعيا قائما على إيجاد سلبيات وإيجابيات هذا العمل، ومحاولة وضع الصورة الحقيقية للعمل. فغالبيتهم لديهم الحالة الانطباعية وأغلبهم يكتب النقد الفطري أو الذاتي. النقد هو تحليل الحالة الفنية وإيجاد الحلول وفرز السلبيات عن الإيجابيات وربطها في تجارب الآخرين لكي يستطيع المقارنة بين الخطة التي أخذها "سين" عن "صاد"، ليرى: هل إذا استطاع "سين" أن يبدع أم لم يستطع؟ وليس عيبا تكرار التجربة ولكن بصورة جديدة. هناك نوعان من النقد، الانطباعي والنقد العلمي الأكاديمي. بالنسبة للصحافة المحلية لا يحتاج الناقد إلى النقد العلمي الأكاديمي بل يحتاج إلى النقد الانطباعي الذي تدخل فيه العلمية بشكل بسيط حتى يسهل على القارئ هضمه. هناك نقاد قلة نسمع ونقرأ نقدهم، وهناك نقاد يدعون النقد وهناك نقاد يستكبرون على العروض المسرحية وهذه هي المشكلة. الكثير يتساءل: ما فائدة النقد المسرحي وما فائدة النقاشات التي تعقب العروض المسرحية. ولماذا القائمون على المهرجانات والعروض المسرحية يستقطبون نقادا من خارج الدولة ليتواجدوا في هذه العروض والمهرجانات والحلقات النقاشية؟ المشكلة أن هناك دخلاء على النقد المسرحي وهؤلاء الدخلاء يبحثون عن الزلة لكي يمسكوها على العرض أو المخرج فيتحولون إلى مصارعين أمام الميكروفون لنهش هذا العرض في الجلسات النقدية. هناك نقاد يصنفون العروض المسرحية بأن هذا العرض نوعي أو شعبي أو تجاري أو كلاسيكي، أعتقد بأنه تصنيف صالح من دون الانتقاص من هذا المسرح أو ذاك، فالمسرح الجماهيري أيضا له نقده الخاص به. وإن تشجيع الشباب هو من أهم عناصر النقد الأكاديمي لأنه يجب على الناقد أن يضع في اعتباره الأشهر التي قضاها هؤلاء الشباب لإنجاز عملهم المسرحي. لدينا نقاد يوجد لدينا نقاد أكاديميون لديهم القدرة على الكتابة والتحليل والتفكيك والتركيب، ولكن لا توجد حركة نقدية حقيقية لأن بعض النقاد أصبحوا يخشون من أنهم لو كتبوا بشكل نقدي حقيقي فذلك سيؤدي إلى "زعل" الآخرين منهم، فيكتفون بالنقد الانطباعي مع أن النقد عملية تكمل العملية الإبداعية، وبالتالي لن تتطور الحركة المسرحية في قطر إلا بالحركة النقدية الأكاديمية.