19 سبتمبر 2025
تسجيلالممثل هو عنصر أساسي من عناصر العرض المسرحي وأي خطأ يقع فيه على خشبة المسرح يتحمل المخرج وزر هذا الخطأ.. ومن أهم صفات الممثل المسرحي الناجح الالتزام الأخلاقي والفني داخل العرض المسرحي، إذ إن خروج الممثل عن أجواء الشخصية والعرض والذهاب إلى أجواء أخرى حسب أهوائه ومزاجه وأنانيته تعتبر جريمة حقيقية في حق العرض المسرحي وكل العاملين معه في هذا العرض، وبما أن الممثل هو من يكون في بوز وفوهة المدفع وهو الموصل الحقيقي للفكرة فعليه أن يصنع علاقة حميمة مع الشخصية التي سيقوم بتجسيدها حتى ينتهي العرض المسرحي، وعليه أن يعي أبعادها وصراعاتها مع الذات ومع الآخرين، فإذا كان غير واع فكيف يسمي نفسه ممثلا وهو غير واع لما يقدم، كما أن الممثل بحاجة أيضا للاسترخاء وساعة صفا مع الذات، ولكن للأسف صار الممثل لا يلتزم بهذه الطقوس إما جهلا أو تعاليا عليها أو عدم إيمانه بها كطقوس يحتاج إليها لكي يستطيع أن يتقمص الشخصية التي يلعبها.. صار الممثل يمثل فقط من أجل المال والشهرة وعدد المتابعين في مواقع التواصل الاجتماعي، كما أنه أصبح يمسك السجائر بيده قبل ظهوره على خشبة المسرح، وهناك بعض الممثلين الذين لا يملكون المرونة الكافية على خشبة المسرح وحركتهم ليس بها حياة، خصوصا أن المرونة على خشبة المسرح من أساسيات الممثل الناجح ونحن لا نطلب من الممثل أن يكون له وزن مثالي، فهناك العديد من الممثلين يمتلكون وزنا زائدا ولكنهم في غاية المرونة على خشبة المسرح ،وهناك ممثل لا يملك الحضور على خشبة المسرح لكنه يغصب نفسه ويغصب الآخرين أنه ممثل ونجم، وهذه مشكلة ولكن المخرج الذكي يستطيع أن يصنع من هذه النماذج حتى لو كانت نسبة حضورهم ضئيلة، يستطيع أن يصنع منهم شيئا إذا دمجهم مع الممثلين الذين نسبة حضورهم على الخشية مائة بالمائة، فيحدث نوعا من التوازن في العرض المسرحي لأنه يدخل في الموضوع الروح، فإذا كانت الروح واحدة يستطيع المخرج أن يقدم عملا مسرحيا مميزا.. لكن إذا كانت الروح عند الممثلين مختلفة، فهذا مغرور وذاك لا يعرف أن يتكلم والثالث متعال على الممثلين والرابع صدق أنه ممثل نجم والخامس لا يعرف كيف يمثل، هنا يقع المخرج في خطأ كبير وشنيع لأنه سيدعي بأنه سيقدم عرضا مسرحيا ولكنه للأسف لن يقدم إلا فوضى وفرد عضلات من قبل ممثلين مرضى وأنانيين لا يؤمنون بأن المسرح انسجام وعمل جماعي وليس فرد العضلات.