04 أكتوبر 2025
تسجيلتعلمنا ونحن على أدراج الدراسة في قسم الصحافة بجامعة قطر التي تخرجنا فيها في هذا التخصص عام 1982 ومن خلال مناهج التعليم التي كنا ننهل منها أن الوسيلة الإعلامية هي مجموعة عناصر تتداخل في صناعة الإعلام الناجح وهي (المرسل) و(الرسالة) و(المتلقي) و(التغذية المرتدة) أو ما يعرف بـ(رجع الصدى) اي رد فعل الجمهور على الرسالة الإعلامية التي كانت بداياتها التقليدية لا تسمح للمتلقي بالمشاركة في صنع الحدث الإعلامي، وتموت الرسالة ما لم يتم تحديثها باستمرار. جاء الإعلام الجديد فاحدث نقلة نوعية في مسار الرسالة الإعلامية ووفر للرسالة الإعلامية وسائل نشر متاحة عبر (الإنترنت) أو الوسائل الحديثة فيما يعرف بمواقع التواصل الاجتماعي مثل (الفيس بوك والتويتر وغيرهما) حتى أصبح المتلقي مشاركاً في صناعة الحدث الإعلامي بشكل عام بل أصبح نفسه قادراً أيضاً على صناعة الخبر ونشره بصورة أسرع وأقل تكلفة. وهذا ما يؤكد تفوق الإعلام الجديد على الإعلام التقليدي الذي تعلمناه في مراحل بداية دراستنا للإعلام. في ظل هذه التطورات حقق الإعلام المحلي قفزات واسعة ومهمة استطاع امتطاءها بجدارة وفي الوقت الذي تفوق إعلامنا المحلي على نفسه دخل على خط التوجه الإعلامي العام ذلك المرادف الطبيعي للعملية الاعلامية وهو (الاعلان) فواكب ذلك إعادة رسم خريطة الخدمات الإعلامية بإنشاء الشركة القطرية للخدمات الإعلانية "كيوميديا" عام 2004، واعتبرت الموزع الحصري لإدراج الإعلانات في العديد من وسائل الاعلام في قطر منها شبكة الجزيرة وتلفزيون قطر وإذاعة قطر والصحف المحلية وغيرها من وسائل الاعلام الخارجية، وتؤكد المعلومات ان "كيوميديا" تملك حالياً مكتباً دولياً رئيسياً في دبي يدير عملياتها في خارج قطر، بالإضافة إلى توسعها في 4 قارات وافتتاحها 15 مكتباً تمثيلياً عبر العالم. تصاعدت اقوال في هذه المرحلة عن سيطرة الاعلان على وسائل الاعلام بعد تضخم دور "كيوميديا" في الاعلام المحلي الذي اصبحت اهميته اقل من الاعلان فطالب بعض الغيورين على سلامة الاعلام بفك ارتباط سيطرة الاعلان على العملية الاعلامية، الى ذلك توقع محللون إلغاء ربط نشاط الشركة بالجهات الاعلامية المعنية بل رأى البعض اندماجها في كيان جديد للتغلّب على السلبيات التي تواجهها كي يتحقق توفر منافسة حقيقية بين شركات الخدمات الإعلانية وتمنع فرض شروط مجحفة على المُعلنين، وتنهي أي استثناءات خاصة بها. دعونا نتساءل اي الاتجاهين أقرب للتعامل وأيهما يأتي في الاولوية (الاعلام ام الاعلان).. هنا نترك لكم تقييم ذلك. وسلامتكم