14 سبتمبر 2025
تسجيلفي فرصة أتيحت لنا للاستمتاع مع الأسرة على شواطئ سيلين، تلك الشواطئ التي تضم عدداً من الشاليهات المخصصة للعائلات والأفراد، وهي تكاد تكون الوحيدة التي تجذب العائلات رغم ارتفاع أسعارها، وخلال لحظة تأمل في البحر أمامنا، تراءى لناظري تلك الأيام الخوالي ونحن أطفال صغار نلهو ونلعب على شواطئ البحر، بالقرب من سوق واقف، وتلك الرحلات الجميلة التي نخرج بها مستقلين "التاكسي البرتقالي" إلى شاطئ رأس أبو عبود للتمتع بالبحر والسباحة وقضاء وقت ممتع، حاملين معنا ثلاجات الماء البارد والمشروبات الغازية وترامس الشاي والقهوة، منذ الظهر وحتى غروب الشمس، لا يكدر متعتنا شيء، ولا إزعاج من الشباب المتسلقين بسياراتهم تلال الرمال، ولا الخوف من حوادث تقع لأطفالنا ولا قلق من إنفاق المال الكثير، نقضي وقتاً سعيداً، بعيداً عن أعين الفضوليين، حتى احتفالاتنا البسيطة مثل النجاح وولادة الطفل وختانه، كنا نقضيها على ذلك الشاطئ الجميل، مستمتعين بالأغاني الشعبية من الاسطوانات ثم نعود أدراجنا ونحن في قمة الاستمتاع، وأخال أن الكثير من أطفال الماضي يتذكر ذلك الشاطئ. بلادنا والحمد لله، حباها الله بشواطئ جميلة ونظيفة وخالية من أي عقبات تقف في وجه استثمارها الاستثمار الصحيح، خاصة أن بلادنا الغالية تحيط بها الشواطئ من ثلاث جهات، ومياه الخليج رائعة وممتعة، ولكن للأسف إلى الآن لم يتم استثمارها بالشكل المناسب الذي يليق بها كشواطئ صالحة للاستمتاع بها ولم نجد الشاليهات التي تنشأ عليها لتكون ملاذاً جميلاً للعائلات من لهيب الحر في الصيف، خاصة التي لم تمكنها قدراتها المادية للهرب من البلاد إلى الخارج، والاضطرار إلى الاستدانة أحياناً من أجل توفير الميزانية المناسبة للسفر، وانحصر وجود الشاليهات التي تؤجر لفترة على شاطئ سيلين والغارية والتي أصبحت تغالي بالأسعار بحيث لم يعد في إمكان المواطن ذي الدخل المحدود أن يستمتع مع أسرته ولو ليوم واحد فيها، ويفكر أكثر من مرة قبل أن يذهب إليها. قطر تسير نحو المستقبل الزاهر المبشر بالخير، والاستثمار أصبحت هدف الدولة وغاية المواطن، ولكن للأسف أصبح التركيز على الاستثمار العقاري وتأجير الوحدات السكنية بأسعار قد يعجز عنها المواطن والمقيم، ولم تحن فكرة الاستثمار السياحي على بال أحدهم، رغم أنها فكرة ثمينة، وتساعد على الربح، خاصة إذا ما كانت هناك مشاريع سياحية على شواطئنا الرائعة، ولا أجد سبباً وجيهاً يمنع المستثمرين من اتخاذ هذه الخطوة المفيدة. لقد أصبح هاجس المواطن، خاصة من ذوي الدخول المحدودة، أيام الإجازة، وكيفية قضائها مع الأطفال، وأين ستكون خاصة أن بلادنا ينقصها الكثير من أوجه النشاط السياحي التي تتوافر في الدول المجاورة، ويتهافت عليها المواطن للترفيه عن أسرته وأطفاله بعد عناء عام دراسي كامل ومرهق وخروج من فترة الامتحانات. إن الحاجة ماسة جداً، خاصة في هذا الوقت الذي أصبحت فيه قطر حديث العالم، أن تتجه الأنظار إلى الاستثمار من قبل رجال الأعمال إلى السياحة واستثمار موارد البلاد بما يتناسب وسمعتها والبحث عن ذلك الاستثمار من خلال إنشاء المنتجعات السياحية على الشواطئ، وإقامة المدن الترفيهية والأماكن السياحية التي تجذب المواطن والمقيم والزائر وتجعل قطر مكاناً جاذباً للسياحة، مع مراعاة أن تتناسب أسعار تلك المشروعات مع قدرات المواطن العادي، لا أن تتجه إلى من يملك أكثر فقط، لدرجة أن البعض قد يعجز حتى عن التخيل للتواجد فيها!! إن من حق المواطن القطري البسيط أن يستمتع بجمال وإمكانيات بلاده ويشعر أنها جنته على الأرض ويستبعد فكرة الارتحال في الإجازة إلى الخارج، وليكون لدينا أكثر من شاطئ رأس أبو عبود!!