14 سبتمبر 2025
تسجيليعيش ويتكيف في هذا العالم، ومع اشكال بني آدم؛ من يعرف كيف يتكيف مع كل أشكال الظروف وكل التقلبات الخارجية والداخلية والمناخية. وكيف يكسب ويتقن مهارة شراء راحته وشراء مزاجه وراحة باله. لا يخلو إنسان يعيش بضمير ومشاعر وإحساس من هموم ومنغصات ومشاكل وضيق وحزن، لا يخلو منها إنسان يتعامل مع بشر ومع نفسيات مختلفة ومع عقليات متفاوتة ومع أرواح عديدة. تطرح دورات عديدة واسماء مدربين معتمدين وغيرهم ممن اتخذ ذلك سبيلا لمكسب سريع. تطرح دورات لجذب المال، ودورات لتجديد الطاقة، ودورة لتنظيف الهالة، ودورة التأمل وغيرها من دورات لا تخرج من كونها دورات تجارية لا تسمن ولا تغني من جوع! طبيعة الإنسان وتركيبته البشرية، وما يمر به من ظروف ومواقف وخيبات بشر يحتاج لأن يخرج من الظروف والعيش بسلام وأمان وحب وراحة بال. يبحث كل إنسان عن الطريقة والمكان الذي ينتشله ويعيد إليه توازنه واستقرار وهدوء نفسه. تختلف الطرق حسب السعي لها، منهم من يطرق أبواب الطبيب النفسي، ومنهم من يبحث عن مدربين ومعالجين بعلوم الطاقة والتأمل، ومنهم من يبحث عن روح صديق يستند إليه ليبوح له بمخزون روحه. ومنهم من يطرق بابا لا يغلق ابدا ولا يتطلب موعدا للمقابلة ولا يحتاج إذلال الروح ليوم وساعة وزمن، من يطرق باب الرحمن الرحيم القريب المجيب الذي ابوابه لا تغلق أبدًا. بابه واللقاء به سبحانه لا يحتاج بروتوكولا للمقابلة، ولا يتطلب مبررات المقابلة، ولا يحتاج ترتيبا وموعدا ودقائق محدودة، ولا ضغطا ذهنيا لاختزال المطلوب. سبحانه وله المثل الاعلى. أبوابه مفتوحه يقول الله تبارك وتعالى (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون) سورة البقرة:186]. وعنه صلى الله عليه وسلم قال-: «إِذَا مَضَى شَطْرُ اللَّيْلِ الأَوَّلُ، أَوْ ثُلُثَاهُ يَنْزِلُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: هَلْ مِنْ سَائِلٍ يُعْطَى؟، هَلْ مِنْ دَاعٍ يُسْتَجَابُ لَهُ ؟ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ يَغْفِرُ لَهُ؟، حَتَّى يَنْفَجِرَ الصُّبْحُ». وغيرها من أيام وأوقات ومواسم الطاعات المؤكدة باستجابة الدعاء. سبحانه وتعالى يحب التوابين وسبحانه وتعالى عند أصحاب القلوب المنكسرة. وسبحانه وتعالى مع المظلومين وسبحانه وتعالى عند المرضى والضعفاء والمقهورين. من يطرق باب الله سبحانه وتعالى سائلا ذليلا باكيا شاكيا، من يرفع يديه ويذكر الله في الرخاء وساعات انشغال ولهو الناس، يجد الله سبحانه قريبا مجيبا لطيفا معه. هناك من يدخل اليأس قلوبهم وأرواحهم. وتصاب بخيبات الأمل وبالهم والحزن واليأس. وتعود لتكون مع القوي سبحانه مع الودود سبحانه، تجد الرحمات والطمأنينة والسكينة تتنزل عليها لأنها ذكرت الله ولجأت اليه وتقربت. آخر جرة قلم: كل إنسان يعرف السبيل لسكينة روحه، وطمأنينة قلبه وسكون فكره، كل إنسان يعرف كيف يرتقي بمشاعره وكيف يداوي آلامها ووجعها بين كتب يقرأها، وبين مستشارين يلجأ اليهم، وبين دورات وبرامج يحاول أن يجد علاجا وراحة، أو بين حضن صديق وآذان صاغية ومحبه يجد معه الطمأنينة والراحة، وبين كل ذلك تبقى عينه التي لا تنام. سبحانه القريب السميع البصير من يراقب ويعرف ما يسكن الروح من وجع ومن آمال ودعوات. ويعلم ما تكنه القلوب، سبحانه اقرب الينا من حبل الوريد. من رفعت الأكف إليه استجاب واعطى ونصر وشفى النفوس المتعبة من كدرها. بابه لا يغلق ولا يحتاج وسيطا للوصول إليه.. معه العزة والقوة فلا حول ولا قوة إلا بالله. @salwaalmulla