08 أكتوبر 2025
تسجيلألمح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى احتمال مزيد من التدهور في العلاقات بين بلاده والصين ، والتي تصاعدت وتيرتها مع انتشار وباء فيروس كورونا كوفيد-19 الذي حصد أكثر من 316 ألف إنسان حول العالم "حتى يوم أمس"، حيث اتهمت واشنطن بكين بالتعتيم وعدم الشفافية في تعاملها مع هذه الأزمة العالمية والتي بدأ تفشي الوباء من مدينة ووهان الصينية في ديسمبر الماضي . هجوم ترامب المتكرر على الصين لم يأت من فراغ بل من المؤكد أنه بُنيَ على خلافات اقتصادية بعد أن شهدت الصين خلال العقود الماضية تقدماً مذهلاً في كافة المجالات الصناعية والتكنولوجية والصحية واكتسحت منتجاتها كل الأسواق العالمية وبات اقتصادها من أقوى اقصاديات العالم ، وهو ما يُفسّر سر الحالة العدائية التي يكنها ترامب تجاه الصين وفي المقابل تتعامل معه بكين بحكمة وبواقعية دون أن تُمارس أسلوب العنجهية والتصلّب لأنها تعلم جيداً بأنه لن يكون لمصلحتها . ولعل من أكثر التصريحات التي لخّصت لنا الحالة الترامبية الانفعالية المتهورة تجاه الصين ما قاله الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر مخاطباً ترامب قائلاً: أنت خائف من أن تتقدم الصين علينا ؛ وأنا أتفق معك .. ولكن ؛ هل تعرف لماذا الصين أمامنا ؟ لقد قمت ( أنا ) بتطبيع العلاقات الدبلوماسية مع الصين في عام 1979 منذ ذلك التاريخ هل تعرف كم مرة دخلت الصين في حرب مع جهة ما ؟ ولا مرة واحدة ! بينما نحن في حالة حرب باستمرار ، أميركا هي الدولة الأكثر خوضاً للحروب في تاريخ العالم لأنها تريد فرض حكومات تستجيب لتوجهات حكومتنا ولقيمنا الأمريكية ، بينما الصين من جانبها تستثمر مواردها في مشاريع مثل السكك الحديدية ، والبنية التحتية ، والقطارات القذيفة ( الرصاصة ) العابرة للقارات ، وتكنولوجيا G6 ، والذكاء الآلي ، والجامعات والمستشفيات والموانئ والمباني .. الخ ، أما نحن فكم ميلا من القطارات العالية السرعة لدينا في هذا البلد ؟ لقد أهدرنا 300 تريليون دولار على النفقات العسكرية لإخضاع البلدان الراغبة في الخروج من هيمنتنا ، والصين لم تهدر بنساً واحداً لخوض أي حرب ، ولهذا السبب تفوقت علينا في كل منطقة تقريباً ، ماذا لو رصدنا الـ 300 تريليون دولار لهيكلة البنى التحتية ، الروبوتات ، الصحة العامة في الولايات المتحدة ، وليكن لدينا قطارات ( رصاصة ) عالية السرعة ، وليكن لدينا جسور لا تنهار ، ونظام صحي مجاني للأمريكيين كي لا يُصاب آلاف الأمريكيين أكثر من أي دولة في العالم بوباء كورونا كوفيد-19 ، وليكن لدينا مسارات تتم صيانتها بشكل صحيح ، وليكن نظامنا التعليمي جيداً مثل كوريا الجنوبية أو شنغهاي !! انتهى كلامه وأنا أقرأ كلام كارتر لا أعلم لماذا انتابتني حالة من الأسى والألم عندما نرى دولنا الخليجية والعربية وهي تُستنزف وتُسرق مواردها وتُبتز وتذهب ثروات شعوبها لخزائن هؤلاء الطغاة الذين يعترفون بأن سياسات دولهم قامت على الحروب والتدمير وأن من يُعارضها مصيره للزوال ، فما دامت العزة والقوة ذهبت من " عرباننا " فلن تخشانا الدول المارقة المُبتزة كما تخشى الصين !! فاصلة أخيرة تهوّر ترامب يبرر تصرفات وكلائه في السفاهة والحماقة في الخليج ، فقد أغرقوا شعوبهم في ديماغوجيتهم وطوباويتهم !! [email protected]