08 أكتوبر 2025

تسجيل

الجائزة الكبرى وحال الفريقين

19 مايو 2020

تجول خواطرنا بين أجواء ومشاهد شهر الخير، وقد دنت لحظات الوداع، وبدأ الشهر الفضيل يشد رحاله، وذكريات الحنين إليه تخالج أفئدتنا، ونحن بين فريقين، أحدهما يحمد الله كثيرا على البلاغ والتوفيق للصيام والقيام وتلاوة القرآن، مؤملا رحمة الله مشفقا من عقابه، خشية ما أحدث فيه من تفريط وتقصير، بينما يتراءى لي شخص أبي ـ يرحمه الله ـ وهو يقف تجاه القبلة رافعا يديه إلى السماء في فناء بيتنا القديم، يتضرع إلى الله في تبتل وخشوع، يسأله الرحمة والمغفرة والعفو وقبول الطاعات، يخاطب شهر الخير والبركات داعياً ومودعاً، وعيناه مبللتان بدموع الخشية والتبتل، وينادي ربه أن يعيده علينا أعواما عديدة، فكم عرف هذا الفريق للشهر قدره ومنزلته وعمل على حسن استثمار أوقاته الفاضلات. الفريق الآخر صنف من الناس استثقل أيام الشهر فنام ساعات النهار، وأسرف على نفسه بأنواع الشهوات والملذات فهام خلال الليل في سهرات خاوية أو تحت سحائب أدخنة السجائر الخانقة، إضافة إلى متابعة غثاء الفضائيات الملهية، فكيف بهؤلاء إذ لم نكن نعايش هذه الظروف الطارئة التي قدرها الله علينا بعلمه وحكمته، وقد باتوا يتعجلون فراق الشهر ليعودوا لسابق عهدهم. ليت شعري من المقبول منا فنهنيه، ومن المحروم فنعزيه، أيها المقبول هنيئا لك، أيها المحروم جبر الله مصابك، نداء معبر مؤثر يروى عن أميري المؤمنين الراشدين عمر وعلي رضي الله عنهما. لقد أوشك موسم الخير الرمضاني على الانتهاء، وبتنا نتلهف للفوز بجائزته الكبرى التي ننتظرها كل عام لنظفر برحمة الله ومغفرته وعفوه ورضوانه، وأن يبدل الله حالنا إلى أحسن الأحوال وأن يوحد صف أمتنا ويجمع على الهدى والحق كلمتنا وينجينا من كل كرب وبلاء. وينصرنا على الأعداء. اللهم أكتبنا عندك من الفريق الفائز بالجائزة الكبرى في رمضان بالقبول والمغفرة والعتق من النيران. [email protected]