11 سبتمبر 2025
تسجيلالقدس ستبقى عاصمة أبدية للفلسطينيين ومن المستحيل تصفية القضية غياب السعودية ومصر يثير التساؤلات حول مواقفهما تجاه قضايا الأمة دفع الفلسطينيون العزل ثمن مطالبتهم بحق العودة ورفضهم لتصفية القضية غزة تحولت بفعل الحصار لمعسكر اعتقال كبير لملايين البشر المحرومين من أبسط حقوقهم جاءت مشاركة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى في القمة الإسلامية الطارئة ومخاطبة سموه للقمة لتؤكد على عدة ثوابت راسخة في الوجدان القطري شملتها كلمة صاحب السمو أمام القمة. وفي مقدمة تلك الثوابت أن دولة قطر والعالم الاسلامي والشعب الفلسطيني أثبتوا أن القدس ستظل عاصمة أبدية لفلسطين مهما اتخذت إسرائيل والولايات المتحدة من قرارات لن تنال من الحقوق المشروعة والتاريخية في مقدسات مليار ونصف مليار مسلم حول العالم. لقد كانت رسالة صاحب السمو للعالم واضحة، وهي أن تصفية القضية الفلسطينية مستحيلة بدون تحقيق الحل العادل، وذلك بفضل الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني في وجه آلة القتل الإسرائيلية وغطرسة الاحتلال، حتى في ظل دعمه بخطوات أمريكية غير صائبة تزامنت مع المجازر التي ارتكبتها قوات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، ونعني بها نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة في مخالفة صارخة للقرارات الدولية. إن دعوة صاحب السمو إلى الخروج بقرارات دولية تلجم آلة القتل الإسرائيلية وتفرض حلاً عادلاً، تعكس رفضاً عاماً للتقارير التي تتكدس على الرفوف وتبرز الأهمية لتوفير الإرادة الدولية لاتخاذ خطوات حقيقية يدرك معها العالم أن قضية فلسطين لا تخص شعباً واحداً ولكنها تهم شعوب العالم الإسلامي كلها. لقد كان خطاب سموه واضحا وصريحا وقويا ومعبرا عن جراح الأمة وآلامها تجاه ما يحدث في فلسطين، فقد أكد سمو الأمير أمام القمة الطارئة أنه لا سلام ولا حل عادلا دون القدس الشرقية عاصمة لفلسطين، وبالتالي فإن المواقف الضعيفة والحلول الجزئية العابرة لن تعالج حالة عدم الاستقرار التي تعاني منها المنطقة، خاصة أن القضية الفلسطينية تمثل أولوية عربية ويجب أن تظل محل إجماع العالم العربي في كل الأحوال. وأشار سموه إلى المجازر التي تعرض لها الفلسطينيون خلال العقود الماضية، حيث قال "إن الفلسطينيين أثبتوا أنهم شعب حي لا يمكن تصفية قضيته من دون تحقيق العدالة وأن القتل والتشريد لن يوقفا مسيرة مطالبه المشروعة". وطالب سمو الأمير زعماء العالم الاسلامي باتخاذ مواقف عملية تجاه المجازر الإسرائيلية، مشيرا إلى أن إدانة إسرائيل ليست كافية والمطلوب اتخاذ موقف تتبعه خطوات عملية ترفع الظلم عن المظلومين، وبذلك تحدث سموه بلسان مليار ونصف المليار مسلم من الذين أحبطتهم بيانات الإدانة والاستنكار والشجب الصادرة من المنظمات الدولية والإقليمية ومن دول العالم التي لم توقف جريمة ولم تمنع مجزرة ولم تحم العزل والمدنيين. وحذر سموه من تلك التقارير التي تتكدس على الرفوف مالم تتوافر إرادة دولية لاتخاذ خطوات حقيقية، وحقيقة الأمر أن المبعوثين الدوليين يجوبون العالم ويرفعون التقارير ويرفعون نتائج التحقيقات التي أجروها، لكن المجتمع الدولي وكذا المنظمات الدولية لم تحرك ساكنا لكف يد الظلم والجور وآلة القتل في أكثر من مكان في هذا العالم الفسيح. إن المجزرة التي ارتكبت بحق المتظاهرين السلميين تعمق الشعور بالظلم وبعجز الشرعية الدولية، وهي وصمة عار في جبين الإنسانية كلها، لأن أبسط قواعد العدالة لا تقبل بمثل هذه المجازر التي تتنافى مع كل القيم الإنسانية والتشريعات الدولية. ونبه سموه القادة إلى ضرورة فرض حل عادل للقضية الفلسطينية كآخر قضية استعمارية مازالت تشغل العالم، كما أنه لا يجوز أن تكون القضية الفلسطينية رهينة للخلافات السياسية بين دولنا، ومن جانبنا نقول: هنا يبرز تساؤل كبير عن سبب غياب الموقف السعودي والموقف المصري وبعض الزعماء عن هذه القمة الطارئة التي تنعقد في ظروف صعبة ومعقدة تمر بها القضية الفلسطينية، وكيف لهؤلاء القادة أن يقبلوا بالنأي عن لحظة تاريخية تنادى فيها العالم الإسلامي لنصرة القدس، لا شك أن غياب المواقف هو أحد الأسباب التي جعلت إسرائيل تواصل احتلال غزة وفرضت حصارا خانقا على القطاع منذ سنوات. وحفظ سموه لتركيا مواقفها المشرفة، حين قال: نشكر لتركيا مواقفها المشرفة المؤيدة لقضية فلسطين وقضايا الشعوب العادلة، وتستحق تركيا الإشادة من كل القادة وتستحق عرفان الشعوب على مواقفها العظيمة، في حين غابت جهات كنا نأمل رؤيتها في مقدمة الصفوف. لقد نجحت قمة اسطنبول التركية في تحقيق ما عجزت عنه كثير من المنظمات الإقليمية الغائبة.. وعبر هذه القمة، تمكنت الأمة الإسلامية والعربية من إيصال صوتها موحداً للعالم بأنه قد حان الوقت لفرض الحل العادل للقضية الفلسطينية، وأنه بدون هذا الحل لن يستقر الشرق الأوسط.