14 سبتمبر 2025
تسجيلتقول القصة التراثية إن امرأة اتخذت مِغزلاً قدرَ ذراعٍ، وصَنّارةً مثلَ أصبع، وفلكةً عظيمةً على قدرها، فكانت تغزِل الصوف هي والعاملات معها من الصباح إلى المساء، حتى صنعن شيئا عظيما، وبعد أن أتممنه ونسجنه وأحسنَّه؛ إذا بها تأمر العاملات فينقُضْن ما غزَلْن، وتمسك الفتلة الأساسية تشدها فَتَكُر كلَّ الذي عملتْه طوالَ النهار، فيعود مرةً أخرى خيطاً كما كان! توقفت كثيراعند هذه القصة العجيبة وتذكرت الدوامة التي نحن فيها منذ السبعينيات وحتى يومنا هذا. فهذه القصة تنطبق تماما مع حال وزاراتنا .. فما أن يأتي وزير جديد نجده يوقف العداد ويرجع إلى رقم صفر ليبدأ من جديد حسب التعليمات ومنظوره وبعضهم من أول يوم دوام ينفض الاولي والتالي ويأتي بقوم يحبهم ويحبونه ..إلا من رحم ربي؟! المشكلة لدينا أن الوزير- الله يعينه- هو كل شئ.. فاضافة إلى أعباء مهمامه الوزارية فهو يعمل كوكيل ومدير بل ورئيس قسم وحتى خدمة الجمهور لان احنا ثقافتنا (حتى تنجز روح حق الراس)علما بان هناك من الوزراء يدير أكثر من وزارة في آن واحد وتأكيدا لكلامي انه بالرغم من التغييرالوزاري الأخير لم يتم تعيين الوكلاء والهيكل التنظيمي لازال يطل علينا باستحياء.. ولازلنا ومنذ بداية السبعينيات لم ننته حتى من الوصف الوظيفي للوظائف بالشكل المطلوب والدائرة تدور ولا استقرار ولا ثبات في الوزارات. إذا أردنا المضي قدما نحوالتطورالحقيقي وانجاز استراتجيتنا الوطنية تلك التي يجب أن تنفذ على أيدي المسئولين بالطبع علينا التركيزعلى المناصب القيادية التي تعتبر صمام الامان لأي وزارة وبالأخص وكلاء الوزارات وهناك من الوزارات بحاجة الى أكثر من وكيل مع اعطاء المديرين شخصياتهم وصلاحياتهم التي نص عليها القانون..اضافة الى الكف عن المحسوبيات والواسطات في الوظائف القيادية خاصة التي انهكتنا لوقاحتها وتكديس المناصب لشخص بعينه. هذه عناصر أساسية اذا أردنا الوصول للنضج وتنفيذ الاستراتيجية الوطنية وطموحات دولتنا وحكامنا. أما الرجوع كل مرة الى نقطة البداية فهي بجد مأساة يدفع ثمنها الوطن والمواطن، وهو استهلاك غير مبرر لكل عناصر ومقومات الدولة.