17 سبتمبر 2025
تسجيلأفنوا سنين من أعمارهم باذلين من جهودهم وعرقهم وعصارة فكرهم، واستنفدوا قدرا كبيرا من طاقاتهم في خدمة هذا الوطن المعطاء وساكنيه . آباء وأمهات وإخوة كرام، تعبوا وسهروا وعملوا بجد وإخلاص في ميادين الوظائف المدنية والعسكرية، يؤدون ما أسند إليهم من مهام بجدارة ومهارة فائقة، بل يبادرون في خدمة الآخرين وقضاء مطالبهم، جاعلين الأمانة والمسؤولية نصب أعينهم على الدوام .كم تحملوا من المشاق والمتاعب وكم تعرضوا للإصابات والمخاطر الجسيمة في سبيل أداء واجبهم الوطني وكم واجهوا من تحديات عصيبة وظروف قاسية فصبروا وثابروا حتى تحققت في عهدهم الميمون إنجازات كبرى ما تزال شواهدها ماثلة للعيان حاضرة للأذهان، مما يقصر الحديث عن وصفه .إنهم مواطنون ينتمون لهذه البلاد الطيبة أحيلوا عن وظائفهم أو تنحوا عنها لأي سبب كان، رغم قدرتهم على العطاء والإنتاج، حتى من بلغ منهم سن التقاعد أو كاد يستحقون منا تقديرا عمليا فائقا؛ لأنهم خبرات وطنية ثرية يجب أن توظف في مجالات التدريب والتأهيل ونقل أثر الخبرة إلى جيل الشباب بما يعمل على رفع كفاءتهم واستثمار قدراتهم بطريقة إيجابية سليمة، تسهم في تجسيد ما نصبو إليه من آمال وطموحات في مسيرتنا التنموية الطموحة .يعز علينا ويحز في نفوسنا أن كثيرا من أولئك الخبراء المواطنين لم يلاقوا التقدير الذي يستحقونه . بل إن كثيرا منهم يعاني التهميش والتجاهل رغم سجلهم المهني الحافل وسيرتهم الحسنة، فهل يكون ذلك جزاء ما قدموه من عطاء كبير بكل حب ووفاء لهذا الوطن الحبيب ومن يعيش على ثراه ؟! .كم هو مؤلم أن يصدر هذا التعامل المجحف من أفراد كانوا يوما تلاميذ متدربين أو زملاء عاصروهم ونهلوا من خبراتهم، ولكم أن تتصوروا شعورهم بالأسى حينما يكون من أولئك الجاحدين مواطنين . ثم يجلبون من يسمونهم بالخبراء الأجانب من خارج البلاد رغم تواضع مستواهم، ويقدمون لهم مكافآت مجزية وامتيازات فريدة، لم يكن المواطنون المؤهلون يحصلون عليها رغم أحقيتهم في ذلك، وأهل البلاد أقدر وأجدر من غيرهم في خدمة بلادهم .ولماذا تعلن الوزارات والمؤسسات عن حاجتها لخبراء في تخصصات عدة وتتجاهل كوادرها الوطنية الباقين منهم والمستبعدين، وأين ذهبت شعارات التقطير وأولوية التوطين .إن أصحاب العطاء والوفاء المواطنين ثروة بشرية غالية يجب منحهم درجة عالية من الثقة والتقدير، لاستثمار خبراتهم ( المعطلة ) وهم يستحقون أن تنشأ من أجلهم مراكز تدريب وطنية تلحق بكل وزارة ومؤسسة أو تتبع لوزارة التنمية الإدارية ضمن مجمع إداري متكامل تكون جميع كوادره من أبناء هذا الوطن المعطاء ونستغني بذلك عن استقدام مدربين وخبراء من خارج البلاد، ونثبت لأنفسنا والآخرين أننا قادرون على تحقيق أهداف رؤيتنا الوطنية بوعي ومسؤولية وإتقان .