27 أكتوبر 2025

تسجيل

أقول قولي هذا.. وأستغفر الله

19 مايو 2016

إن ما يحدث من مذابح في سوريا والعراق واليمن أنموذجا لمعارك تدور رحاها في العالم الإسلامي تشنها دول الشر ضد العالم الاسلامي بمباركة غربية، وتشهد للاسف الشديد تلك المواقع أكبر مذبحة على المسلمين وبالاخص على اهل السنة، والادهي ان هناك معركة في نفس الوقت لا يسمع حسيسها أو ضجيجها يديرها من يضمرون للاسلام شرا داخل الحركات الإسلامية ضد النصوص الشرعية وحملتها من العلماء المسلمين، وهم تكرار لامثالهم في فترة السبعينيات والثمانينيات التي تركزت حملتهم على التغلغل في مؤسسات الدولة لضرب الاسلام في الداخل. التركيز على الحركات الإسلامية هو الهدف الاعلى لهؤلاء المتربصين كونها مقبولة شعبيا ومؤهلة لقيادة الأمة فاستغلت قيام الثورات بما سمي بـ/الربيع العربي/ في مناطق عربية متأصل فيها دستور الاسلام وفيها من العلماء المدافعين عن قيم الاسلام ومبادئه السامية، فتغلغل هؤلاء من خلال هذه الثورات وفق برامج ممنهجة بهدف التحرر من القيود والنصوص الشرعية تحت شعارات عدة، وهذا التيار المتماسك نشأ عبر برامج تغريبية متعددة منها برنامج فولبرايت، الذي يقوم بمهامه في أكثر من 155 دولة، على زيادة التفاهم بين مواطني الولايات المتحدة ومواطني الدول الاخرى.ليس هذا هو البرنامج الوحيد الذي تغلغل وسط ابناء المسلمين فهناك برامج اخرى مثل البرنامج الدولي للتعليم والتدريب العسكري وبرنامج الزائر الدولي القيادي الذي يهدف كسر الحاجز العقدي والقيمي والاخلاقي وآخرها برنامج / فرق السلام/ الذي تولت إدارته حكومة الولايات المتحدة منذ عام 1960.ما يحدث في عالمنا الاسلامي من اختراق يجب الوعي بمضمونه وابعاده ولا نأخذه على علاته بكل سذاجة ونعتقد انه في سياق التحضر والتطور، فهذه البرامج وغيرها هدفها الرئيسي المسخ الفكري للعقل المسلم وخاصة في النخب وداخل التيارات والحركات الاسلامية، ولتأكيد اهداف تلك البرامج نشير وبكل وعي إلى انها كانت مسلطة من قبل على المعسكر الشيوعي ايام الحرب الباردة فلما انتهت من تفكيك العالم الشيوعي حولت رأس حربتها لتفكيك العالم الإسلامي وخاصة التيارات الإسلامية التي تعتبر التحدي الأكبر لثقافة الغرب ووجود إسرائيل.إن معركة ذبح الأخلاق والقيم قائمة وتسري في اوصال ابناء الامة ضمن قنوات مسيسة، واسألوا من غرر بهم والتحقوا في هذه البرامج، يحكون قصصا مروعة للمذبحة التي نتحدث فيها، وكيف أن من يشترك في هذه الرحلات أو الدورات فإنه بعد تشخيصه ومعرفة نقطة ضعفه يتم التواصل معه ليتحول بعدها إلى محارب للقيم والنصوص يوجه إليها قنابل الشبهات الفتاكة ويحدث هزة في الصف المسلم.لانقبل ان نحصر في قفص الاتهام بمعاداة الآخر، ولا نقبل ان تتهم قياداتنا الاسلامية بالتطرف والإرهاب، فهناك من يستغل الأحداث الارهابية لتمرير مكرهم فينسبون للعلماء والنصوص في السنة أنها تشجع على التطرف والإرهاب ولهذا لابد من مواجهتها، ان ابناءنا اصبحوا طوعا لهم يرسخون الانبهار بالحضارة الغربية فيمن يربونهم، ولا يتطرقون للحضارة الإسلامية بل يجعلونها حضارة قاتمة السواد .الحرية، السلام، التعايش هو الفكر الملقن لابناء الامة وابرزها التسامح الذي يقصدون به عدم يقينك بصحة عقيدتك، يقول بول سارتر الوجودي اليهودي "إذا زال الدين من الأرض وتعامل الناس بعقولهم، فلن يقع على اليهود التمييز المجحف".الفكر السائد بين الامة هو افراز دخيل علينا، يحاولون به تمرير فكرهم التغريبي من خلال مصطلحات مقبولة شعبيا. ونجحوا في ذلك وسلامتكم.