14 سبتمبر 2025
تسجيليشير مصطلح "صعوبات التعلم " إلى عمليات غير مرغوب فيها تربويا ، بعضها لا دخل للمتعلم فيه مثل " الخلل الطفيف في وظائف المخ" ولكن ما يترتب عليه هو مكمن الخطر مثل النشاط المفرط، وعسر القراءة ، واضطراب القصور في الانتباه ، واضطراب السلوك . وقد تزايد الاهتمام حديثا بدراسة الأطفال الذين يعانون من صعوبات في التعلم ، و أسهمت نتائج الدراسات التي أجريت على هؤلاء الأطفال في لفت الأنظار إلى أهمية تشخيص هذه المشكلة والتعرف على أسبابها وعلاجها، لما لها من ارتباط بكثير من جوانب السلوك السلبي وسوء التوافق لدى الأطفال ، حيث وجد التربويون أن صعوبات التعلم قد تكون مرتبطة بالاكتئاب. وبانخفاض مستوى التوافق الشخصي والاجتماعي وبالقلق ، وبضعف القدرة على تحمل الإحباط وبالاتكالية وبانخفاض المهارات المعرفية ومهارات القيام بالأدوار ، أو مرتبطة بنمط من علاقات الأطفال بعضهم ببعض ، يتمثل في النبذ من قِبل الأقران والآخرين والمزاج السلبي ويرى علماء النفس أن مثل هذه المشكلات الانفعالية والاجتماعية تعكس الإحساس بالإحباط والفشل لدى الطفل، أو أنها تمثل انعكاسا لخلل وظيفي في الجهاز العصبي، وقد تمثل الأسلوب المميز لدى الطفل في التكيف مع المشكلات العصبية كصعوبات التعلم أو اضطراب القصور في الانتباه.وتشير نتائج الدراسات النفسية إلى أهمية التعرف والتدخل العلاجي المُبكِّرَيْن للأطفال المعرضين لمعاناة صعوبات في التعلم من أجل ضمان تعليم جيد لهم ، وتشير تلك الدراسات بشكل خاص إلى أهمية أن يشترك الوالدان والمعلمون في التشخيص والتعرف على احتياجات الأطفال المعرضين لهذه الصعوبات، وإشباعها في مرحلة مبكرة حتى لا تتفاقم.والواقع يشهد بأن المجتمع الأصلي لصعوبات التعلم ليس له نموذج تنبؤي للنمو، فالكثير من الأطفال صعاب التعلم لا تظهرعليهم أي علائم أو مؤشرات تسهِّل علينا التنبؤ بوجود تلك الصعوبات حين يلتحقون بالمدرسة، على حين تظهر على بعضهم بعض عوامل الخطر التي يتقاسمونها مع أفراد المجتمعات الأصلية لمتأخري النمو، ومضطربي اللغة وغيرهم من الأطفال غير العاديين. وقبل نهاية القرن العشرين ببضع سنين ، ظهرت دراسات تربوية تدعم إمكانية التعرف إلى صعوبات التعلم في مرحلة المهد، حيث يرى هؤلاء الباحثون أن بالإمكان اكتشاف بؤرة الانحراف العصبي المسؤول عن حدوث صعوبات التعلم قبل سن المدرسة في مرحلة المهد عن طريق فحص المواليد الجدد، وقياس سلوكهم، وقياس نواحي نمو الرضيع الحركية واللغوية مما يتيح فرص التدخل العلاجي المبكر.إن إهمال مشكلة صعوبة التعلم ، وما يصاحبها ويترب عليها من الاضطرابات السلوكية ، يعوق التعلم لدى هؤلاء الأطفال صعاب التعلم ، ويؤدي إلى كثير من الضغوط النفسية والمادية والتربوية والاجتماعية عليهم وعلى الأسرة والمجتمع، كما أن كون هؤلاء الأطفال غير قادرين على التحصيل الدراسي لمستوى يتناسب مع قدراتهم يمثل فاقدا كبيرا وإهدارا لطاقاتهم.دواعي الاهتمام بالأطفال صعاب التعلم :هناك دواع كثيرة تحتم على التربويين ، وإدارات المؤسسات التعليمية ، حتمية التوقف باهتمام عند حالات صعوبة التعلم ، من أهمها : 1- أن الأطفال صعاب التعلم معرضون لخطر المشكلات السلوكية كالاكتئاب والانسحاب والقلق والعدوان بالرغم من أن نسبة الخطر أقل من نسبة تعرض الأطفال المتخلفين عقليا لهذه المشكلات.2- هناك نسبة كبيرة من الأطفال المحالين للعيادات النفسية يعانون من صعوبات أكاديمية ، ومن هنا يتوجب دراسة مثل هذه الصعوبات وما يرتبط بها من متغيرات لإعاقتها لتوافق الطفل النفسي والمدرسين ، واستفادته من إمكانياته العقلية المرتفعة أو العادية على الأقل.3- إن أوجه القصور الحادة في التعليم لدى الأطفال صعاب التعلم مكلفة ماديا ، ويتضح ذلك في كل من النفقات الضخمة المرتبطة بالتربية الخاصة، والمعاناة الشخصية والإحباط لدى هؤلاء الأفراد وأسرهم، وعلاوة على ذلك فهذه المشكلات ثابتة.4- من الضروري دراسة صعوبات التعلم لدى أطفال المرحلة الابتدائية نظرا لأنها هي المرحلة الأولى من التعليم، والاهتمام بدراسة المشكلة وما يرتبط بها من متغيرات في هذه المرحلة المبكرة يتيح الفرصة لتدارك الصعوبات ويساهم في وضع أساس للبرامج العلاجية، لأن مآل حالات صعوبات التعلم غير المعالجة يتمثل غالبا في التسرب من التعليم، وعدم القدرة على مواصلته، بالرغم من قدرة الطفل المعرفية.5- بالرغم من وجود كثير من الدراسات الأجنبية التي تناولت العلاقة بين هذه المتغيرات، فإن مشكلات الأطفال صعاب التعلم ، لم تلق عربيًّا القدر نفسه من الاهتمام، بل إن مجال صعوبات التعلم بشكل عام يعد مجالا بحثيا حديثا نسبيا على الصعيد العربي.