24 سبتمبر 2025
تسجيلها قد دخل علينا فصل الصيف ومن ثم بدأت الطيور المهاجرة تستعد لإطلاق أجنحتها للسفر خارجاً، هاربة من الحر و"اللاهوب"، مبتعدة بأطفالها تبحث لهم عن مكان يلهون فيه ويلعبون، ومن ثم تأخذ هي قسطاً من الراحة والاستجمام بعد رحلة عمل امتدت لحوالي عام، فالكثير من المواطنين بخلاف المقيمين الذين يعتبرون دخول الصيف وبدء موسم الإجازات فرصة للقاء الأهل والمعارف وزيارة الوطن الأول وقضاء وقت بين ربوعه وإن كان أغلبهم لا يتحملون البعد عن قطر رغم حرارة جوها وقسوة صيفها! فالمواطنون يحبذون السفر للخارج وتجد الغالبية يتجهز لذلك منذ بداية السنة حتى إذا حان الوقت امتلأت مكاتب السفر والسياحة بالمواطنين والمقيمين طالبين الحجز للسفر إلى مختلف ديار العالم، ولكن هناك الكثير أيضاً من هؤلاء المواطنين والمقيمين ممن لا تساعدهم امكانياتهم المادية لمثل هذه الهجرة الصيفية فيضطرون للبقاء وتحمل حرارة الجو، والتماس برودته من خلال أجهزة التكييف التي تظل طوال الوقت تعمل بلا انقطاع، والبحث عن وسائل مختلفة للترفيه بعيداً عن تكاليف الرحلة إلى الخارج، فبلادنا رغم جوها الحار، وشدة رطوبته، إلا أنها تظل دائماً في القلب، وهناك شيء يجبرنا على الشوق إليها والاستمتاع بما فيها، فقد بدأت الكثير من الأماكن الترفيهية توجد في البلاد مما يساعد هؤلاء على التنزه فيها وقضاء وقت ممتع رغم نقص الكثير من وسائل الترفيه في تلك الأماكن أو قلتها. ومن هنا لابد من إيجاد السبل الكفيلة بتنشيط السياحة في قطر، خاصة أنها أصبحت وجهة للكثير من محبي السفر والاستمتاع بمناظر البحر والصحراء والتقاليد العربية والاستمتاع بكل ما هو يمت للماضي بصلة ويعطي أجواء حميمية تعود بالذاكرة إلى زمن راحة البال وطيبة القلب وخلو الخاطر من المشاكل التي تشغل الإنسان وتجعله يدور في دائرة مغلقة من تلك القضايا الحياتية التي لا تنتهي. إن الدولة تبذل الجهد لإيجاد تلك الأماكن الترفيهية من المتاحف والحدائق والأماكن الأثرية والتراثية، وإيجاد ما يمكن أن يشبع نهم البعض لمثل هذه الأماكن من إنشاء ما يشبهها ويسير على نمطها، ناهيك عن الآثار الموجودة في البلاد التي تشهد على أنها كان لها الأثر في سالف الزمن. ولكن كل ذلك لا يمكن أن يعمل على مساعدة الزائر للبلاد أو السائح أو حتى المقيم على هذه الأرض من التعرف على مثل تلك المواقع، إن لم يوجد من يعمل على التنسيق لزيارتها ووجود من يرشدها إليها والبحث عن الوسائل السريعة في الوصول إليها وتنشيط كل ما يمكن أن يعمل على أن يجد الزائر لقطر ما يسره ويشبع رغبته في السياحة، فالكل يدرك مدى النقص الموجود في وجود من يقوم بالترويج للبلاد وأماكن الترفيه منها سواء في الفنادق التي ينزل فيها الزائر، ويساعد على التعرف عليها وامكانية التخطيط له برحلات منتظمة للكثير من الأماكن بحيث لا يترك البلاد إلا وقد استمتع بالكثير من أماكنها، ناهيك عن ندرة وجود مرشدين سياحيين في المتاحف والأماكن الترفيهية مثل سوق واقف وكتارا، أو قلعة الزبارة وغيرها، مما يعمل على إعطاء السائح فكرة عن نشأة السوق وفكرته والهدف من وجود هذا الصرح الكبير الثقافي الذي يعطي الإحساس بالقيم والعادات التقاليد وحياة الأجداد وكونه جامعا للكثير من الأنشطة الثقافية وسبب إطلاق اسم "كتارا" عليه، بالإضافة إلى أهمية وجود كتب ومطويات تعريفية عن البلاد والمواقع الأثرية فيها والمطاعم والترفيه والتسوق وذلك في الفنادق والشقق الفندقية، مما يساعد للتعرف على قطر. ومن هنا، فالمسؤولية تقع على العديد من الجهات المعول عليها ذلك مثل هيئة متاحف قطر وإدارة سوق واقف ووزارة الثقافة والفنون والتراث والقائمين على الهيئة العامة للسياحة والمعارض الذين لا وجود لهم إلا على صفحات الصحف والمجلات. فلنعمل على أن تبدو قطر رائعة جميلة وممتعة في الكثير من مواقعها رغم حرارة صيفها، فهذه الحرارة تنبع من حرارة قلب أهلها وترحيبهم بكل زائر لها.