17 سبتمبر 2025
تسجيلهذا ما سمعته کآخر كلام ودعاء من الامام في خطبة الجمعة في منطقة نائية بعيدة عن الاحداث وهو يتألم ويذرف الدموع، هنا انتابني هاجس وكأن لسان حال الامة الاسلامية يعبر عما يكمن في داخله من الشجون وهموم الامة تجاه اخوانهم المنکوبين والمظلومين، تماشيا مع الحديث الشريف (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم کمثل الجسد الواحد) وفي نفس السياق سألت نفسي هذا السؤال: صحيح ان الدعاء سلاح المؤمن ولكن هل الدعاء وحده يكفي لدفع الاذی عن المسلمين ونصرة المظلوم؟ ان هذه الحملة التدميرية التي تقوم بها الصهاينة علی مسمع ومرأی العالم المتحضر ضد شعب أعزل مسالم سيكون لها ارتدادات وعواقب وخيمة علی مدی الطويل والقصير، ليس فقط في ذاكرتنا بل علی أرض الواقع وخرائط العالم بالاجمع، كما لها قراءات متعددة ودلالات عدة يستنبط منها الحفيص ما يلي: * إن هذه الاعتداءات المتكررة علی مدی الاشهر الستة السابقة والتي تعتبر فترة طويلة وبهذا الكم الهائل والشكل الفضيع وعلی رقعة جغرافية صغيرة بحيث يقابله صمت الدوائر والمنظمات الدولية والقوی العالمية، تدل علی انتهاء حقبة السلم العالمي وستفتح هذه العنجهية ودون الاكتراث بالاعراف الدولية الابواب علی مصراعيها لكل قوي كي يسحق خصمه، وهذا ما سمي بنهاية حضارة ما؛ كما شبهه أرسطو بمراحل نمو الانسان من الرضاعة الی الشيخوخة ثم الموت والنهاية. * لابد للحق ان يظهر للعيان والباطل أن يزول كما قال الله تعالی في محكم کتابه الكريم (إن الباطل كان زهوقا)، فلن يهزم المبادئ والحقوق مهما كان التدمير ضخما واعداد الضحايا أكبر، فليس الامور الا بخواتيمها، اذ نری اظهار حقيقة المختفين تحت قبعة الديمقراطية وکانوا يضربون مثل الديمقراطية في الشرق الاوسط بالكيان المغتصب اسرائيل. لکن الان نری ونسمع ما يقوم به هذا الكيان المحتل عكس ذلك الادعاء تماما والذي هو اسوأ بكثير من الهولوکوست، من الجانب الاخر صدور الادانات من كل اصحاب الضمائر الحية في العالم علی الصعيد الشعبي والرسمي لهذه المجازر البشعة والمتكررة ضد المدنيين في غزة، ليس الا تمحيصا بين الحق والباطل، وهكذا اصبحت غزة قضية الانسانية الاولی علی الصعيد العالمي. * احداث السابع من أكتوبر كانت نتيجة حتمية لترسبات سنوات طويلة من الاهانة والحصار والتقتيل والحرمان من العيش الكريم وسلب حق الحياة، أو كما يسميه بعض الساسة بفترة الموت البطيء، بل أكبر من ذلك اذ تتجسد قضية الشعب الفلسطيني والاقصی المغصوبة في هذا الصراع الحالي وكما هو معروف عند الجميع ان الحقوق لا تعطی بل تؤخذ، وليست حرية الشعب الجزائري الابي الا ثمرة دماء مليون شهيد ضحوا بحياتهم من أجل الوصول الی هذا الهدف النبيل كي ينعم به الأجيال القادمة، فلننتظر ونر ما تؤدي اليه هذه الاحداث الدامية في هذا الصراع غير المتوازن بين الحق الضعيف والباطل القوي! اذ اننا الآن نعايش الاحداث في وسط الطريق وما يخبئه المستقبل لنا من المفاجآت سيبهر الجميع وستبقی غزة رمزا للبطولة والفداء والنصر بإذن الله ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.