13 سبتمبر 2025

تسجيل

رمضانيات (10)

19 أبريل 2022

زحمة رمضان تعيد التفكير دائماً في نظام المرور مع خروج الجميع للدوام الصباحي، تكتشف أن في البلاد عدداً مهولاً من السيارات يفوق عدد السكان بمرات عديدة، هل هناك تصور واضح عند إدارة المرور لقضية منح تراخيص السياقة لكل من يطأ تراب دولة قطر؟ عدد السيارات المتزايد يوماً بعد آخر وبوتيرة متسارعة بشكل يهدد سلامة المرور، يجعلنا نتساءل عن جدوى وسائل المواصلات الأخرى، بل عن مسؤولية الشركات والمؤسسات تجاه عمالها وموظفيها؟ هل لاحظنا تصادم الثقافات من خلال تنوع جنسيات السائقين؟ هل لاحظنا توتر الهندي والآسيوي عند مشاهدته لرجل المرور؟ في حين استهتار الخليجي بأنظمة المرور. هل هناك خطة واضحة لكيفية معالجة الوضع؟ هل اقتناء السيارة حق لكل عامل بغض النظر عن إمكانياته وما قد يترتب على ذلك من تبعات مالية وجنائية ومادية في حالة ارتكابه لخطأ مروري قاتل؟ أنا لا أرى في طريقي يوميا سوى سيارات تعليم السياقة وبها العشرات من النساء والرجال، هل الخطة التنموية تتطلب أن يسوق الجميع؟ في أزقة الفرجان الضيقة تجد طابورا من السيارات ينتظرك؟ وأنت تهرب من زحمة الشارع العام. يعاقب القطري على إغفال جزء بسيط كلمبة الإشارة مثلا في الفحص الفني، ونرى سيارات مصابة بالباركنسون تجوب شوارع الدوحة بخيلاء. نظام المرور جزء من ثقافة المجتمع، بل هو الجزء الأبرز منها الذي يلاحظه القادم ويحكم على نظام وقانون وثقافة البلد. يجب على واضع نظام المرور أن يعي أنه يتعامل مع نظام ثقافي مهم جدا كالنظام التعليمي والقضائي في البلد، قبل أن يطلب من المجتمع الالتزام به، ما أراه صراعا ثقافيا يمارس عن طريق السيارات أو المركبات المرورية، ثقافات متراكمة تتصارع لامتلاك الطريق بما تملكه من خصائص، فتجد التجاوز والتهور الخليجي إلى جانب البصق والارتباك «الآسيوي» إلى جانب الموسيقى العالية اللبنانية إلى جانب الزينة المبالغ فيها الباكستانية. الاعتماد عَلى الرادارات دون وجود إستراتيجية واضحة تتعامل مع الوضع الثقافي ليس حلاً بل جلداً لجيل المواطن والمقيم.