13 سبتمبر 2025

تسجيل

ظلــم ذوي القــربـى أشــد مضــاضــة !

19 أبريل 2022

من الطبيعي أن يستنكر بعض شيوخ الدين العرب ذلك الصمت المطبق الذي تنتهجه معظم الحكومات العربية إزاء الاعتداءات السافرة والمستفزة لقوات الاحتلال الإسرائيلي على القدس والمسجد الأقصى وسقوط شهداء وجرحى دافعوا بأرواحهم وسواعدهم من أجل هذا المسجد الذي للأسف وكما أسردت في مقال سابق بات كثيرون يقللون من قيمته الدينية ناهيكم عن كونه في الأساس بيتا من بيوت الله التي لا يجب أن يدنسها غير مسلم فكيف بإسرائيلي يهين الإسلام ويحتقر كل ما هو مسلم وفلسطيني وعربي؟! الصمت العربي اليوم يعتبر تأييدا لأعمال الإسرائيليين ضد إخوتنا في فلسطين ومقدساتنا الإسلامية العظيمة وما يمثله الأقصى خصوصا وأنه في الوقت الذي تدهورت فيه الأحداث في القدس الشريف تعلن إحدى الدول المطبعة حديثا مع إسرائيل عن إنشاء حي لليهود في بلادها وعلى أرضها سوف يسكنه الآلاف منهم ويستوطنون بلدا ما كان يحلم الشرفاء من أبنائه أن يسكنه مثل هؤلاء الذين بدأوا استيطان فلسطين على هذا الشكل حتى قويت شوكتهم واستعصى ترحيلهم من الأرض العربية الفلسطينية فكبرت في مخيلتهم الواهية أنهم أبناء وطن ما كان ليصبح وطنا لهم وأنهم أصحاب أرض حقيقيون يريد الفلسطينيون طردهم منها وهذا الحي الذي تتفاخر الدول المطبعة مع الكيان الإسرائيلي بأنه عبارة عن تعبير حي وقوي للعلاقات الوثيقة مع إسرائيل ويؤدي بشكل أو بآخر إلى توثيق هذه العلاقة ما هو إلا بداية لتسلل إسرائيلي خطير في قلب هذه الأمة بعد أن باتت (إسرائيل) دولة لها عاصمتها المعترف بها ووجود لا يمكن حتى للرافضين لها أن ينكروه مهما حاولوا اعتباره كيانا لا تزال بعض الدول الخليجية والعربية تلفظه من دائرتها العربية الخالصة وتراه مجرد شجرة عليق تطفلت على الوطن العربي فمدت عروقها السامة إلى داخل الأرض العربية وتجذرت فأصبح من الصعب بل من المستحيل انتزاعها منها وهذا لا يمكن أن يكون بفضل قوة إسرائيل أو حتى علاقاتها الوثيقة بالولايات المتحدة الأمريكية وبالغرب عموما فقط ولكن يرجع الفضل الأكبر لمن ساهم من الداخل العربي في مد يد المحبة والترحيب لهذا الكيان الدخيل فصدّره المشهد ووثق العلاقات واعترف به كدولة لها استقلالها ووجودها وحقوق الجار لها فعمل على إعطائها ذاك الشكل الرسمي الذي تقف بعض من هذه الدول المحسوبة عربيا احتراما له وإعجابا ولذا فاليوم من السهل أن تعتبر هذه الدول التي تحترم إسرائيل كدولة تدافع عن حقها في تأمين حدود دولتها التي تصر على أن تكون القدس كاملة عاصمة لها بموجب التوقيع الرسمي الذي وقعه ترامب قبيل مغادرته البيت الأبيض وعارضته دول بينما وافقت دول عليه ضمنيا بينما أعلنت أخرى أن إسرائيل يجب أن تتمتع بسيادة كاملة على أراضيها وبعاصمة رئيسية بغض النظر عما أقره مجلس الأمن في تقسيم الأرض والعاصمة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني من خلال إصدار قرارات لم تعط تل أبيب لها بالا بينما ضربت واشنطن وأخريات بالقرارات هذه عرض الحائط وها هم بعض العرب يمشون على نفس المنوال في عدم الاعتراف بأي قانون يقف في وجه التغلغل الإسرائيلي في بقع صغيرة مهمشة للفلسطينيين بينما تحظى هي من مساحة البلاد بما يجعلها دولة كبرى في عمق الأمة العربية لا تتحدث العربية ولا تتحلى بقيم وعادات وتقاليد العرب ولا تتسم بصفاتهم الطيبة ومع هذا أصبح من الممكن يوما أن يكون لها مقعد في الجامعة العربية التي لا تزال حتى هذه اللحظة تصوم عن إبداء أي ردة فعل حاسمة إزاء الأحداث الدامية في الأقصى كالتي أصدرتها مع انطلاق أول رصاصة روسية باتجاه أوكرانيا رغم أنها حرب بعيدة عنها جغرافيا وسياسيا بعكس فلسطين التي لا عائل لها سوى الله ولا طائل سوى منه سبحانه في أن يفك هم الفلسطينيين من ظلم ذوي القربى من بعض أشقائهم العرب وجبروت إسرائيل عليهم فاللهم كن معهم في الأولى والثانية !. [email protected] @ebtesam777