12 سبتمبر 2025
تسجيللأنني أحب بلدي؛ فمن المستحيل أن أكبدها مزيدا من الجهد والوقت والمال التي تبذلها في سبيل وقف تفشي فيروس كورونا، الذي حصد ما يزيد على ثلاثة ملايين شخص في العالم، ويحصد نسبة عالية من المصابين في قطر بشكل يومي. لأنني أحب بلدي؛ فمن سابع المستحيلات أن أستصغر جهود الدولة في رسائل التوعية، التي تنشرها بأهمية اللقاح، وأنشر طاقة سلبية في محيط من حولي، حول عدم نجاعة اللقاح، وتجاهل منافعه في سبيل نشر مساوئه، التي يراها كثيرون ويحورونها في مخيلتهم المريضة لمجرد الظهور بشكل الشخص المثقف الذي يؤمن بالترهات ويتجاهل العلم الموثوق!. لأنني أحب بلدي؛ فمن عاشر المستحيلات أن أتجاهل ما تدعو له الدولة من التقيد بالإجراءات الاحترازية، التي من شأنها وقف زحف الوباء إلى كل بيت وعائلة والاستهانة بكل هذه الإجراءات، والتساهل بها وفي المقابل أقوم بتجاهل القيود المفروضة على المجتمع لنفس الغرض في الخفاء وكأنني بهذا أتحدى الدولة الحريصة علي، بينما في الحقيقة أنك تتحدى نفسك الضعيفة، والتي قد تسقط في أي لحظة فريسة للوباء الذي قد يتمكن من عافيتك بنسبة كبيرة، ولا يكون هناك أي مجال لإسعافك أو البقاء على قيد الحياة لا سمح الله!. لأنني أحب بلدي؛ فإني أجد نفسي أعمل مع الدولة في كل ما تقوله وتسنه من قوانين تكون في صالحنا على العموم، لأن لدي من الأقارب من أُصيبوا أو توفوا جراء هذا الفيروس، ولدي قناعة تامة بأن الدولة لا يمكن أن تسن قوانينها وتفرض قيودها إلا لأجل وقف هذا الفيروس من التسلل إلى أجساد أحبتنا وعائلاتنا ولي شخصيا، فيحدث ما أكرهه لنفسي ولأهلي ولمجتمعي. لأنني أحب بلدي؛ فإنني معها في كل إجراءاتها وإن صعب علي تنفيذها في بادئ الأمر، لأنني لست أنانية لأبحث عن الذي أحب وأستسيغه ولا أفكر بالآخرين الذين يمكن أن يصابوا، فيصعب عليهم الشفاء على غير مناعتي الشخصية التي قد تطرد الفيروس وتتغلب عليه ولذا أنا لست أنانية لأفكر بنفسي فقط. لأنني أحب بلادي وقيادتي؛ فإنني يجب أن أشكر كل وزارة وكل مسؤول، وفوق كل هذا وذاك القيادة الحكيمة التي كانت من أوائل الدول في العالم التي جلبت اللقاح لنا ومن أغلاها وأكفئها، ولم تفرق في إعطائه بين مواطن ومقيم، بل بدأت بالكبار في العمر ومن يعقبهم حتى وصلت اليوم إلى فتح باب التطعيم لمن هم في 35 عاما، وممن يعانون من أمراض مزمنة، وهذه هي الحكمة في القيادة الرشيدة التي تؤمن بأهمية الحياة لكل إنسان على اختلاف هويته وجنسيته ومذهبه ودينه، لأنها تعرف أن لكل إنسان حقا في أن يعيش ويحيا بأمن وصحة وعافية، وأن الدولة التي تضم كل هؤلاء على اختلافهم هي مسؤولة عن حياة وأرواح كل هؤلاء، ولذا لم تأل هذه القيادة الحكيمة جهدا في أن تقدم اللقاح مجانا للجميع، وأن تختلق مناعة لهذا المجتمع الذي سيكون محصنا بإذن الله ضد انتشار هذا الوباء القاتل، وحصد المزيد من الأرواح، وإعادة الحياة شيئا فشيئا لطبيعتها التي افتقدنا فيها لمة الأحباب وعناق الأقارب وجمعة الأصحاب وعليه فهي قيادة رحيمة قبل أن يمكن وصفها بأوصاف رائعة أخرى. لأنني أحب بلادي فإنني معها وضد كل من يقف ضد سياستها وضد كل ما تقره من إجراءات يمكن أن تعيدنا إلى تلك الأيام الجميلة التي كانت قبل كوفيد 19 ولعلكم تتذكرون مثلي إن أقل ما كنا نتمتع به هو الحياة دون كمامة تمنعنا من استنشاق الهواء الذي قد يكون اليوم حاملا لفيروس صغير جدا وضئيل جدا بات اليوم بطل المرحلة في العالم بأسره، ومن يقف ضد كل هذه الإجراءات إنما هو خائن لبلد يسعى بكل طاقته إلى وقف البلاء بإنهاء الوباء، بينما يسعى هو إلى التخريب ونشر هذا المرض بطريقته المعدية الرخيصة، التي لا تنم عن وطنية عالية، وإنما عن تخابر غير مباشر لتدمير المجتمع ومن فيه لذا أنا أحب بلادي. @[email protected] @ebtesam777