12 سبتمبر 2025

تسجيل

ثقتنا فيكم 100%

19 أبريل 2020

هل تعلمون ماهو أسهل شيء في مجال الكتابة ؟! أن تكون ناقدا لمجرد الانتقاد فقط !، وساخرا لمجرد الظهور والتميز الذي تراه وحدك مميزا !، وتدّعي الفهم وما تكتبه ينم عن جهل عميق بالموضوع، ولذا اختار البعض ممن يتلقون الأخبار اليومية لمستجدات فيروس كورونا" كوفيد 19" في قطر بعد أن وصلنا حتى الآن للعدد 5008 لحالات الإصابات بهذا الوباء أن أسهل طريقة لعدم فهمهم أننا وصلنا بهذه النسبة إلى ذروة الرسم البياني للإصابات هو أن ينتقدوا ما آلت إليه أعداد الإصابات وكأن الحل والواقع يتعلقان بأطبائنا أو ببلادنا فقط وليس العالم ككل !، فقد اطلعت بكل أسف على بعض التعليقات السلبية التي تحاول زعزعة الثقة بكوادرنا الطبية وجهودهم الكبيرة من باب جهلهم بآلية ارتفاع وهبوط هذا الرسم البياني، الذي وصلنا بحسب كلام الاستشاري الدكتور عبداللطيف الخال مدير مستشفى الأمراض الانتقالية إلى ذروته ويعني بعدد الإصابات بالفيروس، وسنظل فترة في مستوى هذه الذروة حتى يأخذ منحى الانحدار وبعده إلى الانحسار إن شاء الله، فلم هذه المحاولات البائسة الطائشة في اعتبار هذا التصريح هو نهاية الحياة على هذا الكوكب وفهمه من خلال المنظور الضيق الذي أراد هؤلاء حصره فيه ؟!، الأمور لا تزال مطمئنة ونسبة التعافي في تزايد والحمد لله مقارنة بنسبة الوفيات التي ندعو بالرحمة لأصحابها، وإن كنا قد وصلنا الذروة بهذا العدد أو أكثر فنحن لازلنا عند خطوط الأمان ما دامت منظومتنا الصحية ثابتة وقوية ومستعدة للأسوأ في أي وقت لا سمح الله، وكوادرنا على دراية وخبرة وعلم يمكنها من التصرف مع حالات الإصابة حتى تعافيها بإذن الله، وقبل هذا وذاك فثقتنا وإيماننا بالله عميق وقوي فما الذي نخشاه بعد هذا ؟!، وبحول الله سنعدي الأزمة بأقل الخسائر وستزيدنا هذه الغمة قوة وصلابة وأكثر ثقة بجنود الصفوف الأمامية من كوادرنا الصحية والأمنية، ومن يحاول زعزعة هذه الثقة ببث الهلع في صفوف صغارنا وكبارنا وغير المدرك فينا فكأنما هو يرتكب جرما يجب أن يعاقب عليه القانون، ويجب أن يتأهل ليكون في صف المجتمع لا مخالفا له ومعه لا ضده، وإن كنت أرى كل أبناء مجتمعي صفوفا لا يخلها أي خارج عنها مهما حاول مثل هؤلاء الذين لربما لهم مآرب أخرى غير التي يروجون لها وهي مصلحة بلادنا ومجتمعنا، فالدكتور عبداللطيف الخال مثلا هو طبيب استشاري ومدير مستشفى الأمراض الانتقالية ويدخل يوميا خضم معركة القضاء على هذا الفيروس، كما أنه إلى جانب هذا هو متحدث رسمي لشرح مستجدات الوباء صحيا، ويبدو لبقا وسلسا في إيصال المعلومات إلى الجميع دون مواربة أو تمويه أو حتى تزيين، ويشرح الواقع كما هو وكما يراه ويراه غيره من الأطباء والمتابعين لتحديثات منظمة الصحة العالمية في سعيها لاكتشاف لقاح يجعل من فيروس كورونا ماضيا حزينا لكل دولة في العالم، بالإضافة إلى إجراءاتها التي يجب أن يكون معمولا بها حتى اكتشاف علاج ناجع له، وهذا كله يجب أن يكون مشكورا عليه لا أن نشكك في مغزى تصريحاته ويدفعنا الهلع إلى الطيش يمينا وشمالا في الحديث والتأويل. الحمد لله نحن بخير وسنظل كذلك بإذن الله تعالى مادامت ثقتنا بالله أكبر من ثقتنا بالبشر وثقتنا بالأطباء منهم أكبر من ثقتنا بالجهلة فيهم.