23 سبتمبر 2025
تسجيلالأرقام في تزايد ما بين مصابين وأموات وبصورة يومية، وما بين توقعات طبية بتزايد الأعداد واستمرارها فترة زمنية ربما تطول أو تقصر، كما يتوقعه أهل الاختصاص، ومعه يزداد القلق والخوف والتشاؤم والتفاؤل من حصول كارثة انسانية شاملة لا تسلم منها الدول الكبرى والصغرى والغنية والفقيرة الجميع سيّان في تفشي وباء " كورونا كوفيد 19 " أسبابه ومؤشراته الاحصائية ما بين الارتفاع والانخفاض وما يترتب عليه من آثار ومآس ٍ اقتصادية وبشرية، عجزت أمامها الدول الكبرى المتقدمة والمؤهلة طبيا وماديا وصناعيا وعلميا الى الآن التوصل لإيجاد حلول أو لقاح لوقف امتداده، والتخفيف من حدته. ولكن إيماننا بقدر الله هو البلسم الذي يمسح آلامنا وقلقنا وخوفنا ويضع نهاية لهذه الجائحة كما قال سبحانه في كتابه ﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ، وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ ] .. ومن الثابت وأمام تلك الجائحة المؤلمة أن تتضاعف جهود الدول العظمى في البحث عن لقاح لوقف النزيف البشري، بدلا من الاتهامات والتراشق الاعلامي والتي اتخذت مداها، كما هي الصين وأمريكا والحملات التشويهية بينهما لتتحول جائحة " كورونا " الى موضوع خلافي جديد بين القوتين العظميين. وقد أثبتت الدول الموبوءة التي تبلغ عالمياً أكثر من 200 دولة، جميعها اتخذ مسارًا واحدًا في التخفيف منه ومكافحته بالالتزام بالبقاء في البيوت، الحجر المنزلي وحظر التجول، كما هو الالتزام بالارشادات الصحية والتعليمات الطبية وضرورة استخدام الأدوات الصحية المانعة لمكافحة جائحة "كورونا " والتخفيف من الإصابة بها. ومنها دولة قطر التي لا يغيب عنا جميعاً الجهود التي تبذلها ماديّاً وبشريًا وإعلامياً وطبيًا في المكافحة والتخفيف والمواجهة، لا تتوقف مواصلة ليلها بنهارها.، خاصة مع جنودها في الخط الدفاعي الأول من الأطباء والممرضين والمتخصصين في الأمراض الانتقالية في مؤسسة حمد الطبية وتضحياتهم بجهد مشكور، وعمل مخلص، ووطنية صادقة، واطمئنان متواصل، كما هو سعيها فيما أعلنته عن نجاحها في استخلاص ونقل البلازما المناعيّة من المتعافين من مرض "كوفيد ١٩ " وفي اطار تلك الجهود التي تسعى لها الدولة، ومازال مؤشر الأعداد في الإصابات في دولة قطر مرتفعا، وسيكون مرتفعاً إذا لم يكن هناك التزام جديّ من المواطنين والمقيمين في اتباع المعلومات الطبية خاصة من الذين خضعوا للحجر الصحي، وبتلك اللا مبالاة والفوضى في المخالطة المجتمعية، وعدم الاحساس بالوطنية وبالجهود،. وما تعلنه الدولة اعلاميّاً عن أسماء المخالطين والفاريّن من الحجر الصحي ّإلا نموذج للاستهتار والفوضى الشبابية من الجنسين، وعدم الوعي بخطر ذلك على المجتمع.. ولا يختلف على ما ينشر وما يُقرأ في وسائل التواصل المجتمعي من مغالطات وسخافات لفظية وكاريكاتورية على من يعمل في نهاره وليله من الأطباء ورجال الأمن من أجل الحفاظ على سلامة المجتمع وأبنائه لتنقية الأجواء من هذه الجائحة المميتة، بلا إحساس ولاعقل ولا تقدير حتى كدنا نقول هم الجائحة والوباء على المجتمع وليس كورونا،، جنود مجندّة سخرّت وقتها وفكرها بإخلاص من أجل مواجهة هذا الوباء، أليس من واجبنا رفع القبعة لهم احتراماً وتقديراً، أليس من واجبنا الاحساس بما تصنعه وتوفره الدولة لنا من مقومات أمنية ومعيشية وتوعوية من أجل سلامتنا وراحتنا، ألم نعلم بأن الله سبحانه وتعالى لا يقبل شكر العبد على إحسانه إليه، إذا كان العبد لا يشكر إحسان الناس ويكفّر معروفهم، كما جاء في حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يَشْكُرُ اللَّهَ مَنْ لا يَشْكُرُ النَّاسَ» .. أيام قليلة سيحّل علينا شهر رمضان بنفحاته الروحانية فهل سيكون لنا ساكن ورادع، كان أملنا أن ينقضي الضيف الثقيل المؤلم الذي باغتنا وأرعبنا " كوفيد 19" قبل رمضان، ولكن قدر الله ليزيدنا ايماناً وثباتاً وصبراً وأجراً، أليس هو القائل في كتابه الكريم: وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ. حقاً رمضان هذا العام استثنائي، وإن أغلقت المساجد ودور الذكر أبوابها، واسدلت الخيم الرمضانية الخيرية ستارها، وقطعت حبال الرحم بالتبريكات أوصالها، وإن تألمنا واسترجعنا الرمضانات السابقة وجمالها الربانيّة، الا أن الأجواء الرمضانية ستبقى كما هي عليه ترفرف نفحاتها على بيوتنا بممارسة العبادات والشعائر الرمضانية بصورة أفضل وبثبات أقوى في البقاء فيها والتزامنا بمقومات الحظر حفظا على مجتمع آمن وشعب آمن. [email protected]