11 سبتمبر 2025
تسجيلمن نتائج الأزمة التي نعيشها اليوم منذ الخامس من يونيو من العام المنصرم وهي الحصار الذي تفرضه دول الجوار على قطر، هو نجاحنا على جميع الصعد سياسياً واقتصادياً واجتماعياً ورياضياً وثقافياً، فاننا عودنا للداخل والاهتمام بتطوير أنفسنا والاعتماد على مقدراتنا بعد أن توهمنا البعد الخليجي وان التاريخ المشترك والعادات والتقاليد والقيم الاجتماعية والبعد الجغرافي يمكن أن يكون وسيلة للتوحد والانصهار في بوتقة واحدة تحت ما كنا نتغنى به خليجنا واحد وشعبنا واحد وطوال سنوات قيام مجلس التعاون كنا عند كل قمة خليجية نردد نفس الأغنيات ولكن أزمة الحصار كشفت لنا عن أن كل ذلك لم يشفع لنا وحدث ما حدث ولكن مفردة رب ضارة نافعة ترتكز على أن المجتمع كله عليه أن يعتمد على نفسه وليس على الغير، ومن هنا كانت الحركة الفنية والثقافية بما قدمت من أعمال فنية راقية آخرها مسرحية "مسرحية " التي قدمتها فرقة الدوحة المسرحية، وهي من تأليف وإخراج عبدالرحمن المناعي، تمثيل كوكبة من الفنانين وهم: علي سلطان، ونافذ السيد، ومحمد حسن المحمدي، وأحمد عفيف، ومحمد العمادي، وزينب العلي، وجاسم السعدي، وشجاع المهندي، وروان عارف، ومحمد العباسي، وسيف اليازوري. وحملت المسرحية العديد من الإسقاطات، وتناولت في قالب كوميدي ساخر قضية الخوف الذي تزرعه القوى المتسلطة. واستلهم عبد الرحمن المناعي التراث وعبر حكاية خرافية ليعبر عن رفضه للظلم واستغلال الإنسان، كدأبه في الأعمال التي قدمها طيلة مشواره الفني، ولا يزال يؤمن بها كقيمة ورسالة لا حياد عنها. ولاشك أن هناك تحولا في مسار الحركة المسرحية والثقافية ولاشك أن السبب يعود للأزمة التي أعطت تلك القوة للوطن وفي جميع المجالات أن يحقق النجاح والمسرح كونه صوت الشعب والمعبر عنه بصدق لأنه يتواجه مع الجمهور مباشرة ولو لم يعجبه لما عاد إليه مرة أخرى ولكن ومن خلال متابعتي لكل الأعمال التي قدمت أجد أن الجمهور يتوافد على العروض المسرحية التي تقدم مما يدل على إعجابه بتلك الأعمال ، ولم يكن المسرح وحده مساهما بل كانت الأغنية والدراما والفنون التشكيلية عاملا مساهما في هذه الفترة ، فشكرا لحصاركم الذي قوى عزيمتنا وأعاد اكتشافنا.