14 سبتمبر 2025

تسجيل

مهرجان كتارا لشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم

19 أبريل 2016

لقد اختتم مهرجان كتارا لشاعر الرسول -صلى الله عليه وسلم- تحت شعار "تجمل الشعر بخير البشر"، الأسبوع الماضي على مدار عدة أيام، من يوم الأحد الموافق 11 أبريل 2016 وبحضور كوكبة من الشعراء المتألقين بلغ عددهم الثلاثين، ومايتبعه من معرض شعراء عبر العصور فى مديح الرسول -صلى الله عليه وسلم- ومساجد حول العالم، ويعتبر هذا المهرجان من أكبر الأنشطة الثقافية والدينية على مستوى الوطن العربى، وربما يعتبر بصمة إيجابية وحدثا ثقافيا ودينيا للدولة بشكل عام، ولكافة القائمين والعاملين، وساهم في إقامة ونجاح المهرجان العريق كفكرة وتنظيم وتخطيط وخاصة في ظل الأحداث السياسية والدينية التي تمر بها المنطقة العربية والهجمة الشرسة التي يتعرض لها الإسلام وتشويه صورة الحبيب المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، وربما جاءت فكرة هذا المهرجان ومدى أهميته للرد التاريخي والديني والثقافي لكل من يتجرأ أن يتطاول على المكانة الإسلامية للدين الحنيف والسيرة العطرة لسيد الخلق بصورة واقعية، حملت كافة الأدلة والبراهين بصورة تتلاءم مع تقنيات العصر التكنولوجية وملامسة لفكر وثقافة كافة شرائح المجتمع بكافة فئاته وأجناسه الثقافية، وتسليط الأضواء عليها بصورة أبهرت الجميع على المستوى العربي والدولي، وكان لها صدى بعيد المدى في كيفية توضيح المكانة العظيمة لهذا الرجل الذي أضاء البشرية بنور وجهه وحسن خلقه الرفيع والذي كان نورا للعالمين، ومازال المصطفى منارة الهداية والخير لكل من سلك طريقه واتبع سنته حتى الآن، وربما يأتي هذا المهرجان ليسلط الضوء على الأهمية العظمى للشعر ودور الشعراء في غرس القيم الإسلامية في نفوس الأجيال الحالية والقادمة وإبراز الطرق لكيفية الحفاظ على الرسالة السامية للدين الإسلامي وتعظيم محبة المصطفى -صلى الله عليه وسلم- في وقت ركوض الكثير من الشباب للاقتداء بالثقافة الغريبة والعديد من النماذج والمشاهير الغربيين والتقليد الأعمى لهم، في ملابسهم وفكرهم ونمط عاداتهم وسلوكياتهم، وربما ساهم الانفتاح التكنولوجي والثقافي في التأثيرالسلبي على بعض الشباب واستطاع أن يبهرهم بنمط ثقافته ومنهجه وكيفية الاستحياء من تمسك الآخرين بالدين الإسلامي، وذلك نتيجة الاختلاط المباشر بهم من خلال السفر والدراسة ووسائل الاتصال وغيرها، لذا جاءت مثل المهرجانات في إطارها الجديد ومايتماشى مع ثقافة وأحداث الوقت الحالي لتهب نسائم الخير بالفكر والدين والثقافة والخلق والتاريخ العظيم وتسلط الأضواء الإعلامية والدينية وتنشر نور الهدى من جديد من سماء كتارا، وتجدد روح الحب والإخاء والتسامح وتجسد السيرة العطرة بهذه الأجواء البهيجة وجعلت من الربيع ألوانا عجز الكثير منا أن يصف جمالها من بريق سيرة خير البرية وسيد الخلق. ويبدو تفاعلها وآثارها بصورة تجددت معها أرواح ونفوس المسلمين في كل مشارق الأرض، ونأمل أن يكون هذا المهرجان هو بداية الانطلاقه لمهرجات عالمية قادمة وبصورة أشمل مما بدأت عليها، وربما حملت صاحب فكرة المهرجان والقائمين عليه مسؤولية دينية وثقافية ومجتمعية أكبر للمهرجات القادمة وبشراكة كافة ذوي العلاقة من داخل الدولة وخارجها وبطريقة تحمل الشمول الأوسع وتسليط الأضواء بطرق ميدانية وشخصيات مؤثرة تستطيع أن تضع الأثر الديني والثقافي، كما لمسناه من خلال هذا المهرجان وخاصة لكل مرحلة عصرية تمر علينا هذه الأيام ومع الانفتاح السريع والآثار الناتجة عنه ومايصاحبه من حرب معلنة على الإسلام والمسلمين، فهو يتطلب الرد الثقافي الديني الذي يتماشى مع لغة العصر كما بدأت به فكرة هذا المهرجان، وحقق هذا النجاح والأثر كفكرة جديدة في إطار المهرجان، وربما اعتدنا نمطا ثقافيا معينا في أشكال المهرجانات الثقافية المعتادة، ولذا نأمل أن يتم هذا المهرجان بصورة مستمرة على المستوى التربوي والديني بالجهات الحكومية والخاصة بالدولة على مدار العام ليغرس القيم الدينية والنبوية في عقول ونفوس كافة شرائح المجتمع، وأنتم أهل لها ولكل فكر جديد يرفع من شأن الأمة الإسلامية ويكون انطلاقة جديدة من دولتنا الحبيبية قطر وأخيرا شكرا لكل الجهود الرائدة التي يبذلها القائمون بإدارة كتارا وحجم الإنجازات والفعاليات والمهرجانات الثقافية والوطنية كان لها أثر كبير في تاريخ الثقافة وانطلقت شمسها من خلال هذه البؤرة الثقافية. وأصبحت معلما من معالم الثقافة السياحية الدولية وتماشيها في إطار تقليدي حديث يحمل الذوق العربي والخليجي والعالمي في مضمون فعالياته وأنشطته ومزيد من التألق ياكتارا ولكل من ساهم في إثراء الثقافة بكل ألوانها .