16 سبتمبر 2025
تسجيلمع التطور الذي تشهده البلاد والتقدم في العمران طغت المباني الزجاجية بشكل كبير على التصميمات الحديثة وأصبحت عنصرا أساسيا فيها يلجأ إليها المصممون لإضفاء المزيد من الجمال والخفة على واجهات المباني، خاصة في بناء الأبراج التي أصبحت تتكون من الزجاج بشكل كامل وهي تمتد شاهقة الطول.وقد اختار مصممو المباني الحديثة لدينا هذا النوع من المباني الزجاجية واقيمت الأبراج وتنافسوا في تطاول البنيان ونسوا أو تناسوا أن مثل تلك المباني رغم أنها تمثل شكلا معماريا جميلا إلا أن هناك الكثير من المساوئ التي قد تعود على الإنسان وأصحاب هذه المباني حيث حذر مختصون معماريون من الأضرار البيئية الناجمة عن الانتشار العشوائي للمباني التجارية والسكانية، وخاصة التلوث البيئي والبصري دون مراعاة للناس الذين يسيرون في الشوارع وتنعكس عليهم الشمس ويتعرضون لأشعتها الشديدة، ناهيك عن أن مثل هذه المباني تتعرض لعوامل المناخ التي تتسم بالحرارة والغبار والشمس التي ترفع معدل الحرارة الداخلية للمبنى مما يحتاج إلى زيادة تكلفة التكييف الداخلي بالإضافة إلى أن مثل هذه المباني لا تتوافر فيها التهوية الطبيعية التي تدخل الهواء النقي بعيداً عن التكييف ومضاره لقلة النوافد فيها.إن هذه المباني الزجاجية صممت للمناطق الباردة والممطرة مما يساعد في تنظيف هذا الزجاج بشكل شبه دائم ويقلل تكلفة نظافة مثل تلك المباني التي تكون عالية جداً وتحتاج إلى أدوات وأجهزة وهي لا تعد خياراً متوافقاً مع جو البلاد الحار، هذا ما شاهدنا ونشاهده الآن من تحول العمارات الزجاجية إلى لون كئيب نتيجة للعاصفة الترابية التي هبت على البلاد مؤخراً وسوف يحتاج الأمر إلى أيام من التنظيف المكلف.إن دول الخليج بالذات لا يناسبها هذا النمط الزجاجي للمباني حتى ولو كان يعطي شكلا جميلاً، بل الأفضل لها أن تكون مبانيها بالأسمنت والحجارة والطابوق والتي أصبحت تغطى بالعازل الحراري.لذا لابد أن نفكر جدياً عند بناء برج ما أو عمارة شاهفة ألا تكون بالزجاج الكامل بل بجزء بسيط، ويا حبذا لو عدنا إلى النمط التقليدي في المباني، والذي أصبح هناك جهات كثيرة تنفذه، وليس أدل على ذلك مشروع مشيرب ومنطقة اللؤلؤة والمدينة التعليمية، ونبتعد عما لا يتناسب مع طبيعة مناخنا وطبيعتنا.