10 سبتمبر 2025

تسجيل

صندوق لتنمية وتطوير الإعلام الرياضي

19 أبريل 2012

منذ دورة الألعاب الآسيوية 2006، وضعت قطر أولى خطواتها الجادة في طريق تنمية وتطوير علم جديد استحدثته قطر، هو علم إدارة الفعاليات الرياضية الدولية العملاقة. وتطمح قطر الآن في استضافة أولمبياد 2020 وألعاب ذوي الاحتياجات الخاصة، والتي بلا شك سوف تنقل المنطقة إلى آفاق جديدة رحبة وتبين الأثر الذي يمكن أن تتركه إقامة دورة الألعاب الأولمبية في المنطقة، وتظهر رؤية قطر والتزامها بالتنمية من خلال الرياضة. مع إتاحة فرص غير مسبوقة لتمكين المرأة من لعب دور أكبر في الحركة الرياضية العالمية. إن استضافة قطر للأولمبياد سيساعد جهودها الحثيثة لجسر الهوة بين العالم الإسلامي والغربي، وسوف تمنح استضافة الدوحة للأولمبياد فرصة لبناء جسر ثقافي بين منطقة الشرق الأوسط وبقية دول العالم.  كما أن منحها فرصة استضافة هذا الحدث سيكرس المفهوم القائل بأن الأولمبياد بطولة للكل، بغض النظر عن الجنس أو اللون أو العرق أو العقيدة أو طبيعة المناخ، طالما أنك تهيم حبا بالرياضة. ونحن في قطر نعتقد بأنه يوجد حل لكل معضلة، لأننا أمة تؤمن بالعمل والتصميم، وعلى قناعة تامة بحتمية بذل أقصى ما يمكن من جهد لأجل استضافة أولمبياد 2020. في بداية هذا الأسبوع، ترأس سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي العهد رئيس اللجنة الأولمبية القطرية وفد لجنة ملف قطر 2020 لاستضافة الألعاب الأولمبية وألعاب ذوي الاحتياجات الخاصة خلال تقديم عروض الدول المتقدمة لاستضافة الألعاب الأولمبية، وذلك على هامش أعمال اجتماعات الجمعية العامة الثامنة عشرة لرابطة اللجان الأولمبية المشتركة (الأنوك) في موسكو، وأوضح سمو ولي العهد أن هدف طلب استضافة الدوحة للألعاب الأولمبية يتمثل في خلق فرص رياضية وتجارية للحركة الأولمبية وعمل برامج رياضية وملاعب تستفيد منها المنطقة بأسرها ومساندة رياضة المرأة في العالم العربي وتنميتها ومد جسور جديدة للأمل والتفاهم بين الشرق الأوسط والمجتمع الدولي. وإذا كان من حق كل مواطن قطري أن يفخر ببلاده وهي تنافس على استضافة أضخم المسابقات، فإن الواجب يحتم علينا أن ننسب الفضل لأهله حيث إن ذلك يرجع إلى جهود حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى وإلى سمو ولي العهد الأمين وما يقدمانه دائما من مساندة للرياضة والرياضيين، وقد حققت الرياضة في عهد قيادتنا الرشيدة الكثير من الإنجازات وارتفع علم قطر في كل المحافل الرياضية بما يضع هذا الوطن المعطاء في مصاف الدول المتقدمة. وتتمتع الدوحة بالعديد من المقومات والمؤهلات التي ترجح كفتها في الفوز باستضافة الأولمبياد وتجعلها الأقرب في تحقيق هذا الحلم، والتي يمكن إيجازها في الآتي: * جملة المشاريع الضخمة التي ستنفذها قطر لاحتضان مونديال 2022 ستشكل عونا وسندا وعنصر قوة لربح رهان الفوز باستضافة أولمبياد 2020. * كثير من المنشآت الرياضية في قطر، تم إنشاء بعضها ووضعت ميزانيات وخطط وخرائط للبعض الآخر، كجزء من استراتيجية قطر للتنمية 2030. * حفلا افتتاح وختام فعاليات الأولمبياد يمكن أن تقام في ملعب لوسيل الوطني الجديد، الذي سيشهد افتتاح وختام كأس العالم 2022. * وجود تقنيات الاتصالات المتطورة والخطوط الجوية القطرية وأكبر مطار في المنطقة بالإضافة لخطوط القطارات والمترو والمستشفيات والجامعات والمعاهد الرياضية، وشبكة الجزيرة بقوتها، كل ذلك سيمثل أرضية صلبة وسيعزز فرص النجاح الكبيرة بالفوز.   * نشر وإشاعة ثقافة رياضة المرأة في العالم العربي.  * مناخ الحرية الذي يسود دولة قطر وترسيخ مبادئ العدل وحقوق الإنسان، وهو ما نلمسه في التعايش الآمن بين أبناء الجنسيات المختلفة على أرض وطننا الحبيب ليتناغم ذلك مع الهدف الأسمى من الحركة الأولمبية. * يعتبر الاقتصاد القطري من أقوى الاقتصادات العالمية، بما يزخر به من موارد تجعله الأعلى نموا وهذا بالطبع ينعكس على جاهزية الدولة في استضافة مثل هذه الألعاب، حيث يمكنها من الوفاء بكافة وسائل الدعم اللوجستي والبنية التحتية وتوفير أحدث الوسائل التكنولوجية التي تخدم كافة المشاركين والمهتمين. * نظرا لتعدد الجنسيات العاملة في دولة قطر، فإن السوق القطري يوفر مختلف السلع والخدمات ووسائل الترفيه التي تناسب الضيوف من كل أنحاء العالم. * يزخر سجل الدوحة بالنجاحات التي أبهرت العالم في تنظيم الفعاليات والدورات الرياضية ومنها دورة الألعاب الآسيوية عام 2006 ودورة الألعاب الرياضية العربية في نسختها الثانية عشرة عام 2011. * يقف وراء ملف الدوحة قلوب محبة لوطنها كلها عزيمة وإصرار في خدمته ولا تدخر جهدا في إبراز صورته المشرفة في كل الميادين، لذلك عملت على استيفاء الملف لكل متطلبات اللجنة الأولمبية. * ينظر العالم الآن إلى قطر على أنها دولة محبة للرياضة، ولعل التوفيق صادف أهله إذ تزامن تقديم الملف مع اليوم الرياضي للدولة الذي أظهر مدى اهتمام الدولة بالرياضة وعشق الشعب لها. وفي ظل نجاح قطر المنقطع النظير في الفوز باستضافة وتنظيم عدد من الأحداث والفعاليات الرياضية العالمية، كبطولة العالم للسباحة داخل حوض صغير (25 مترا) عام 2014، وبطولة العالم لكرة اليد للرجال عام 2015، ، بالإضافة إلى مونديال 2022، وفوزنا المرتقب بإذن الله لتنظيم أولمبياد 2020، فإنه لا بد لقطر من أن تعلن جاهزيتها منذ وقت مبكر لوضع استراتيجية للإعلام الرياضي لضمان نجاح هذه الفعاليات الرياضية العالمية. نحن لا نسعى فقط إلى النجاح في حسن إدارة تنظيم هذه الأحداث الرياضية، لكننا نسعى إلى التفرد والتميز وإيجاد موطئ قدم وحيد لقطر أمام كل الحشد المزدحم، ولذلك لا بد من تحريك ماكينة الإعلام الرياضي بقوة إذا ما أردنا التفوق، علينا تطوير إعلام رياضي يصنع ويرصد ويراقب ويحلل ويتفاعل مع الأخبار الرياضية، وتأهيل هذا الإعلام الرياضي كي يتصدى لوسائل الإعلام تلك التي لا تألو جهدا في انتقاد قطر وإنجازات ومقدرات قطر. ولخلق استراتيجية إعلام رياضي متميز وفعال وقوي، علينا المرور بعدة مراحل مهمة تتمثل في: استصدار القرار السياسي الذي يعزز من حرية العمل في الجانب الإعلامي بفعالية ومهنية وجودة عالية المستوى، تسييل الدعم المادي لخلق قاعدة كوادر بشرية تتميز بالكفاءة وتستطيع أن تحمل على عاتقها كل هذه المسؤوليات الجسام واضعة نصب أعينها مكانة قطر السامية الخفاقة بنبض أبنائها، ثم تأتي مرحلة الوسائل الإعلامية الرياضية، التي تتربع عليها حتى الآن قناة الجزيرة وحدها في ظل غياب أو انعدام بقية الوسائل الأخرى. لا بد من تكثيف الجهود لأن تصبح الدوحة عاصمة الإعلام الرياضي ومركزا عالميا للتوعية والإرشاد الرياضي، فوجود قناة الجزيرة على أرض الدوحة لا يكفي، حيث إنها تنقل وتبث الحدث الرياضي، ولكننا في أمس الحاجة الآن، أكثر من أي وقت مضى، لكي نصنع الخبر الرياضي من داخل قطر، وصناعة الخبر لها مرحلتان، قبل وبعد أي موضوع رياضي، ونحن نطمح إلى آليات لوضع استراتيجية تقودنا لنصبح مركزا محوريا للإعلام الرياضي المرئي والمقروء والمسموع، المحلي وإلاقليمي والعالمي، نستطيع من خلاله أن نؤثر في بورصة الرياضة ونصل إلى المرحلة التي نستطيع فيها أن نتحكم في مفاصل حركة الرياضة العالمية. وحتى يحظى الإعلام الرياضي المرتقب بهذه المكانة الرياضية، فإنه لا بد من مراعاة وجود أركان هامة تتمثل في وجود كوادر بشرية قادرة ومتمكنة تستطيع القيام بأعباء النهوض بحركة الإعلام الرياضي، وتوفر كافة مدخلات صناعة الخبر الرياضي، وهذه ستقودنا بدورها إلى التحكم في مفاصل الإعلام الرياضي العالمي، وطالما أن هناك شركات أجنبية تسعى لإقامة مواقع لرصد الحركة الرياضية القطرية، فمن باب أولى أن يكون لدينا أرشيف رياضي محلي وإقليمي وعالمي متكامل نستطيع من خلاله الوصول إلى التزام دولة قطر الراسخ بأن تصبح الدوحة عاصمة عالمية للرياضة وذلك ضمن الرؤية الوطنية لعام 2030، والتي ترسم استراتيجية متكاملة تمثل الرياضة فيها عنصرا أساسيا في مستقبل الدولة وتطلعاتها لبناء غد أفضل للأجيال القادمة. ومن هذا المنطلق، نتمنى حقيقة أن تتبنى قطر صندوقا لتنمية وتطوير الإعلام الرياضي تساهم فيه الدولة وتجزل فيه المساهمة، وذلك لأهمية وجود إعلام رياضي قوي وفعال لإنجاح كافة الفعاليات الرياضية العالمية التي ستستضيفها قطر خلال الأعوام القادمة، ولأن نجاح أي فعالية مرهون دائما بالتسويق وقوة وسائل الإعلام، فلا يخفى على أحد دور الإعلام في هذا العصر، فلقد أصبح هو القوة المحركة لكل الأحداث، فهو يستطيع أن يؤجج الثورات ويزيد من اشتعالها كما يستطيع أن يطفئ جذوتها المشتعلة، كما أن الإعلام يمكن له أن يتسبب في نجاح فعاليات وفشل أخرى. وليس مستغربا أن تتبنى قطر صندوقا لتنمية الإعلام الرياضي، فتوجه قطر للاستثمار في الإعلام الرياضي توجه قديم وليس هناك دليل أقوى وأعمق من قنوات الجزيرة الرياضية.  سنملأ صدورنا بأجواء التفاؤل والآمال الكبيرة المعبقة بنسمات الإصرار والعزيمة على فوز قطر بهذه الاستضافة، فالنجاح قادم لا محالة، خاصة إن كان هذا الحلم لا يخص الدولة بمحيطها الضيق، بل يتعداه للمنطقة العربية بأسرها. فلقد برهنت قطر على أنها تمتلك رؤية واضحة وشعبا يعمل يدا واحدة لتحقيقها وإننا بمقدورنا تحقيق ما يبدو مستحيلا، وكانت هذه وسيلة قطر لبدء رحلتها المضنية لنيل شرف استضافة مونديال 2022، والذي أرست قطر من خلاله نصرا وأنموذجا يحتذى لجيلها من الشباب، بأنه لا يوجد شيء مستحيل إذا ما توفر الحلم والرؤية الواضحة حول ما يجب تحقيقه. ونقول بكل فخر إن قطر في مقدورها أن تنظم ألعابا أولمبية تاريخية عام 2020، سيشهد لها التاريخ وستبقى في ذاكرة الأجيال عنوانا لعزيمة قيادة وشعب.   خالد عبد الرحيم السيد رئيس تحرير جريدة البننسولا [email protected]