15 أكتوبر 2025

تسجيل

عوقنا في بطنّا !!

19 مارس 2019

هزّت المجزرة الإرهابية بمسجدي مدينة كرايست تشيرش العالم أجمع والتي أسفرت عن سقوط 100 ضحية بين شهيد وجريح والتي لم يفرّق فيها المجرم بين طفل وامرأة وشيخ كبير، وتعد هذه الحادثة الإرهابية هي الأولى من نوعها في نيوزيلندا الدولة البعيدة عن الصراعات وموجات العنف والتي تُصنّف بأنها أبرز الاختيارات للاجئ وعلى رأس أولويات طالبي اللجوء الذين يعانون من العنف والاضطهاد في بلدانهم الأصلية. الحادثة كشفت عن الوجه القاتم لمن يدّعون أنهم يدعمون حقوق الإنسان والتمييز العنصري، فلم تكن ردات الفعل للعديد من الدول الغربية كما هي حالها عندما يتم التعرض لكنيسة أو كنيس يهودي أو معبد بوذي أو غيره من الأماكن التي يقدسها أتباعها، وفي المقابل أيضاً تختلف ردّات الفعل عند عدد من الدول العربية والإسلامية التي قد تكون أكثر صهيونية ونصرانية وبوذية بحسب مقياس تعاطفها بعكس موقفها مع أي هجوم على أي مسجد أو تجمع لمسلمين عزّل!. وما يعكس حالة العنصرية لدى الغرب وعدم اكتراثه بأي دعوات أو رسائل تتضمن معاداة السامية هو تعاطي الإعلام الغربي مع هذه الجريمة النكراء التي أودت بمسلمين عزل يمارسون عبادتهم في يوم من أعظم أيامهم، فلقد تجنّبت كل من هيئة الإذاعة البريطانية BBC وصحيفة ديلي ميرور البريطانية وصحيفتي لوفيغارو ولو باريزيان وإذاعة فرانس إنفو الفرنسية وصف هذا العمل الوحشي بالإرهاب مع أن كل هذه الوسائل الإعلامية الغربية كانت قد وصفت العديد من الأعمال الإجرامية التي تعرّض لها غير المسلمين بالجرائم الإرهابية! وبالرغم من أن دولنا العربية والإسلامية كانت تتسارع وتسبق حتى الدول التي تُنفّذ فيها العمليات الإرهابية وتستنكر وتتوعّد وتُسارع في تقديم الدعم اللوجستي والمعنوي لهذه الدول إلا أنه من المعيب أننا نرى فتوراً حتى في بياناتها وتصريحاتها بشأن هذه المجزرة، ولم نرَ موقفاً يُجسد لُحمة الأخوة الإسلامية والتعاضد الضمني على الأقل إلا من خلال الموقف التركي الذي أوفد فيه الرئيس التركي أردوغان وفدا رئاسياً رفيع المستوى لزيارة ذوي الضحايا وتقديم الدعم والتعازي لهم. منذ الوهلة الأولى للفاجعة تبادر لذهني تصريحات سابقة للرئيس المصري السيسي طالب فيها الدول الغربية بمراقبة المساجد زاعماً أنها مراكز للتطرف والإرهاب، وسبقه وزير خارجية الإمارات عبدالله بن زايد الذي ناشد الدول الغربية بأخذ الحيطة والحذر من ملايين المسلمين الذين يعيشون في اوروبا واعتبرهم بأنهم حاضنة للإرهاب والتطرف، ولأن كل إناء بما فيه ينضح فقد استدل فيلسوف زمانه الأغبر وزير خارجية إمارة الشر بمثل لا يستخدمه إلا المعالجون الشعبيون "الحواجون" عند حالات المغص والتعسّر الهضمي وانتفاخ البطن "أجلّكم الله" عندما قال بأن "عوقهم في بطنهم" أي أن المسلمين أشبه بالأمراض في المعدة الأوروبية ولا علاج لها إلا بإخراجها والتخلّص منها وهي إشارة خبيثة تدعو إلى التحريض على المسلمين والدعوة إلى معاداتهم ونبذهم!. ولعله من الصواب أن تُطبّق الشعوب العربية والمسلمة نظرية بن زايد "العشرجية" على طُغاتها وأتباعهم حتى تضمن سلامة قلبها بنظافة معدتها من الشوائب التي ظلّت عقوداً طويلة تحكمها بالظلم والغطرسة!. ◄ فاصلة أخيرة من المؤلم أن يهرب المواطن العربي والمسلم من إرهاب طواغيته ليلقى حتفه على يد من أشعل نار عنصريته وكراهيته للمسلمين بتحريض هؤلاء الطواغيت وأذنابهم!. [email protected]