19 سبتمبر 2025
تسجيلالأخلاق أساس متين، وسياج حصين، لكل أمة أو شعب ينشدان الأمن والاستقرار، وتحقيق المقاصد العليا، ومن دلائل كمال الدين دعوته إلى مكارم الأخلاق وتعزيز قيم الفضيلة وحسن المعاملة في نفوس المؤمنين، قال الله تعالى: "وقولوا للناس حسنا"، ونبينا الكريم عليه الصلاة والتسليم يؤكد هذا المعنى العظيم قائلا: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، كما يبشر عليه الصلاة والسلام، صاحب الخلق الحسن بقربه وحبه له يوم القيامة عن سائر البشر، وكل أنبياء الله ورسله عليهم السلام تقوم دعوتهم على ترسيخ هذا النهج القويم في نفوس الناس. وشاعرنا يقول: إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا ومن كرم الله تعالى على المسلمين أنه جعل الدين كنزا لكل قيمة نبيلة وصفة فاضلة، فأمر رسوله عليه الصلاة والسلام قي آية عظيمة "قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين" ونحن نقتدي بكتاب الله وسنة نبيه . الأحداث الجارية من عمر الخصومة المفتعلة مع دولتنا العزيزة، وما يصاحبها من تحريض على قطيعة الأرحام وتبادل التهم وبذيء الكلام وفاحش الألفاظ، والعياذ بالله، عبر كافة وسائل التراسل والمحادثات العصرية، بين شعبنا الواحد في الخليج وجزيرة العرب، تحتم علينا أن نكون أكثر وعيا وحكمة وأن نذكر إخواننا وبني جلدتنا المتراشقين بالنعوت القبيحة والتهجم الذميم، المخدوعين والمغرر بهم، أنهم يساقون نحو منحدر سحيق وخيم العواقب، يجرهم نحوه أعداؤنا المتربصون بنا والحاقدون علينا. مستغلين بعض المنسوبين المغرضين للإعلام في إيقاد نار الفتنة وزرع الأحقاد في نفوس الناشئة والشباب ودفعهم نحو الفجور في الخصومة. حتى شاع التناحر والتباغض بين الأهل والأرحام، نسأل الله العافية. وفي الأزمات والمحن تظهر معادن الرجال والشباب مستندين إلى التوجيه النبوي الشريف "ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء"، قال صفي الدين الحلي: عود لسانك قول الخير تحظ به إن اللسان لما عودت يعتاد وقد حذرنا الله عز وجل من عواقب إيذاء المسلمين بالسباب والشتيمة، قائلا "والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا" . وإننا نحمد الله كثيرا على أننا نعيش على ثرى أرض يتصف أهلها بالأخلاق الحميدة والشمائل الكريمة، وأنهم أثبتوا لشعوب العالم تحليهم بالصبر والحكمة وضبط النفس في كل موقف وحدث. رغم ما يلاقونه من تشويه السمعة، والتجرؤ على الطعن في الأنساب والأعراض، وعندما تختل موازين الأخلاق والقيم لدى الآخرين، فإن النصر والفوز من نصيب صاحب الأخلاق والمروءة في كل الأحوال. وليس معنى ذلك السكوت عن الظلم أوالإذعان للظالمين، كما يظن بعضهم وإنما نترفع عن سفاسف الأمور ومجاراة السفهاء، ورحم الله الإمام الشافعي إذ يقول: إذا نطق السفيه فلا تجبه فخير من إجابته السكوت وقد كشفت شهور الأزمة المثارة ضد قطر أميرا وشعبا، عن المستوى الأخلاقي الرفيع الذي يتميز به القطريون. ونحن نهيب بإخوتنا وزملائنا المشتغلين بالإعلام أن يلتزموا ميثاق الشرف الإعلامي ومعالجة الأمور بحكمة وروية، في تعاطيهم مع كافة ألأخبار والتحليلات، لتبقى قطر وشعبها الأصيل النبيل مدرسة وجامعة يتعلم منها الآخرون قواعد الأخلاق والأدب والقيم الفاضلة مستشعرين دورهم الحساس في تشكيل الرأي العام والأمانة الملقاة على عاتقهم في نشر الفضيلة ونبذ الرذيلة، والعمل بجد وإخلاص نحو وحدة الصف والكلمة ولم الشمل وإصلاح ذات البين. تعزية: فقدنا قبل يومين أحد شباب الوطن، حبيبنا زامل مناور الشمري، من أهل أم صلال محمد، الذي انتقل إلى جوار ربه، بعد معاناة مع المرض، كان خلالها صابرا محتسبا، عرفناه شابا خلوقا محافظا على صلاة الجماعة كريم الطبع محمود الخصال، يشهد له بذلك جمع غفير من المسلمين توافدوا لأداء مراسم الصلاة على جثمانه الطاهر وتشييعه إلى قبره، وآخرون لم يتمكنوا من الصلاة عليه وتشييع جنازته، نسأل الله أن يغفر له ويرحمه ويوسع قبره، ويجعله روضة من رياض الجنة ويكرمه بمنزلة الشهداء، ويحسن عزاء أهله وذويه ومحبيه ويصلح أولاده ويبارك ذريته.