فقدنا رائدًا مسرحيًا

فقدنا يوم الخميس الماضي، الفنان والرائد المسرحي موسى عبدالرحمن، الذي ظل محباً للمسرح رغم تقاعده عن العمل المسرحي، بسبب العارض الصحي الذي ألمّ به، إلا أنه عندما تتحاور معه لا يتوقف حديثه عن المسرح، وكيف أنه أسس الفرقة الشعبية للتمثيل في العام 1968.. وقدم بعض الأعمال الدرامية مثل "اللي عنده قلم ما يسوى قلم"، وغيرها من الأعمال التي تؤرخ للدراما التلفزيونية في قطر.. ابتعث للدراسة في الكويت ضمن المبتعثين لدراسة المسرح في المعهد العالي للفنون المسرحية، وعاد متسلحا بالجانب الأكاديمي وعمل موجها بالتربية المسرحية، وفي الوقت نفسه نشط في إعادة الفرقة الشعبية للساحة بتقديم أعمال مسرحية.. ولا زلت أذكر مسرحية الفئران التي قدمت على خشبة مسرح قطر الوطني وللترويج لها نشر إعلان عن جلب فئران حقيقية مقابل مبلغ من المال، يدفع لمن يحضر عددا منها وكان الإعلان حديث الناس، وكانت الدوحة في ذلك الوقت تنتشر فيها الفئران، كأنه أراد أن يلقي الضوء على المشكلة ولكن بالترويج للعرض.. موسى عبد الرحمن من الجيل الذي أحب المسرح والعمل على خشبته وظل مشتاقا إلى المسرح رغم الحالة الصحية التي مرت بها وعدم تمكنه من المشي، وحتى خروجه من البيت، وقد التقيته في وفاة والدته وتناولنا تلك التجربة التي قدمها للمسرح وعبر عمله في التربية المسرحية وعملية الدمج التي تمت للفرقة. رحم الله أبا عبد الرحمن، وإلى جنة الخلد، ولا شك أن مركز شؤون المسرح في احتفالية يوم المسرح العالمي التي سوف يقيمها يوم 27 مارس، سوف يكرم الفنان الراحل رغم تكريمه في مهرجان الدوحة المسرحي في إطار حرص الوزارة على تكريم الرواد والمبدعين، لا نملك إلا أن نقول: "إنا لله وإنا إليه راجعون"..