12 سبتمبر 2025

تسجيل

أذكركم ونفسى .. فى الحركة بركة

19 مارس 2015

ما دفعنى لكتابة هذا المقال هو الخبر الذى طيرته وكالات الأنباء فى يناير الماضى ( 2015 ) عن وفاة شاب تايوانى فى الثانية والثلاثين من العمر من مدينة كاوسيوتنج بعد إستمراره فى الجلوس أمام الإنترنت لمدة ثلاثة أيام متوالية .. وكان قد سبق ذلك بأيام قليلة أنباء صحفية تفيد وفاة رجل آخر ليلة رأس السنة الماضية نتيجة إستمراره أمام الكمبيوتر لمدة خمسة أيام متوالية فى أحد نوادى الإنترنت . وبما أننى أجلس أمام الكمبيوتر لفترات طويلة وقد يكون ذلك بحكم عملى .. وأعتقد أن الكثير من الناس فى السنوات الأخيرة يفعل ذلك سواء كان هناك مبرر لذلك أو بدون مبرر .. ولكننى فى نفس الوقت لا أحب أن ألعب دور الناصح بضرورة مراعاة بعض النقاط الهامة التى أوجزها فيما يلى : - لا يوجد مبرر للجلوس لفترات طويلة مهما كانت الضرورة إذ يجب الوقوف وتحريك القدمين والذراعين كل فترة لا تزيد عن الساعة الواحدة مهما كانت الأسباب .. وذلك كما أفاد إستشارى جراحة العظام الصديق الدكتور حسين سنبل فى برنامجه على " قناة صحتى " التليفزيونية .. وقال على سبيل الدعابة أنه كثيرا ما يُذكر زملائه الأساتذة فى الجامعة بهذه الحقيقة العلمية عندما تطول إجتماعاتهم . - أجمعت الجهات الطبية العالمية أن 90% من حالات مرض السكر من النوع الثانى فى جميع أنحاء العالم يكون بشكل أساسى بسبب زيادة الوزن وقلة النشاط البدنى . - ومن المعروف أن إهمال علاج مرض السكر يؤدى حتما إلى الإصابة بأمراض القلب والفشل الكلوى وإلتهابات الأعصاب خاصة الأعصاب الطرفية . - الإفراط فى إستخدام أجهزة الكمبيوتر ( من أى نوع ) تؤدى إلى أمراض كثيرة للعيون مثل الحساسية وإلتهاب الشبكية وأعصاب العين . ومن البديهى أن هناك أمراض أخرى ومخاطر عدة يصعب على تكرارها .. وأننى لا أحب ولا أجيد دور الناصح .. ولكننا جميعا نعلم أنه إذا زاد الشئ عن حده .. إنقلب إلى ضده .. وطبعا فيما يتعلق بصحة الإنسان فلا يجب أن يزيد أى شئ عن حده مهما كانت الأسباب .. وفى حالة صاحبنا التايوانى الذى ذكرناه فى بداية المقال فإنه لم يزد عن حده فقط ولكنه فاق كل الحدود حتى وصل إلى درجة الجنون . وأنا هنا لن أطالب القراء ببمارسة الرياضات المختلفة – مع تسليمى الكامل بأهميتها – ولكننى سأطلب منهم شئ فى غاية البساطة وهو " الحركة " .. نعم الحركة فقط .. ولكن كيف ؟ الإجابة ستكون فى ضوء الحقائق الطبية التالية : - أكدت الأبحاث العلمية أن المشى يساعد على حماية الجهاز المناعى للجسم ويقوى العظام والعضلات . - فى دراسة حديثة إشترك فيها عدد من الجامعات البريطانية أثبتت أن المشى فى مجموعات فى الهواء الطلق يساعد فى علاج حالات إرتفاع ضغط الدم ويزيد من كفاءة الرئتين . - فى ذات الدراسة إتضح أن المشى يساعد فى علاج مرض السكر من النوع الثانى . - وأيضا أفادت الدراسة على إرتفاع اللياقة البدنية والنفسية بشكل عام .. أو بالأحرى يكون المشى سببا فى حدوث تحسن فى الحالة النفسية . - صعود السلالم يقوى عضلة القلب .. ولكن يراعى عدم الإفراط فى ذلك حتى لا ينقلب الأمر إلى ضده . - نزول السلالم يكسر الكوليسترول الضار بالجسم .. وهذا يعنى أنه إذا كان بالإمكان صعود السلالم أو النزول عليها بمسافة معقولة لا تجهد القلب فلا داعى لإستخدام المصاعد على الدوام . وأخيرا فإننى أسوق للقارئ الكريم هذه النصيجة .. وهى أنه إذا كان الإنسان يستطيع ممارسة التمارين الرياضية لمدة نصف ساعة خمس مرات أسبوعيا فإن هذا أفضل ما يقدمه لنفسه صحيا حيث أن ذلك من شأنه أن يقلل إحتمالات الإصابة بالسكتة الدماغية وأمراض القلب وسرطان الأمعاء والزهايمر لكلا الجنسين فضلا عن سرطان الثدى للسيدات . آمل أن يكون فى مقالى هذا ما يفيد القراء الأحباء .. ونلتقى بكم فى موضوع جديد ومقال قادم بحول الله . بقلم : د . مصطفى عابدين شمس الدين [email protected] [email protected]