15 سبتمبر 2025

تسجيل

ذوو المسن والشراكة الاستراتيجية مع إحسان

19 مارس 2014

وضعت لنا شريعتنا السمحاء دستوراً نقياً يدعو البشرية جمعاء إلى التحلي بمكارم الأخلاق والتمسك بمبادئها التي ترفع من قدر الإنسان وتعلي من شأنه، فكان لابد على كل مسلم أكرمه الله بهذا الدين وعظم ما يمتلكه من مبادئ وقيم سامية تجعله من أفضل من يعيش في هذا الكون "كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ ۚ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ" آل عمران 110.من أعظم وأسمى هذه المبادئ بر الوالدين وطاعتهما وما لها من مكانة عظيمة أقرها رب العالمين وجعلها مقرونة بطاعته " وقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا " الإسراء 23، وانطلاقاً من هذه الطاعة العظيمة التي جاءت في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم والذي أوصى بالتمسك بهذه العبادة في أكثر من موقف وموضع تبين مدى الأهمية التي يوليها هذا الدين العظيم للوالدين ولكبير السن بشكل عام فعن أسيد عن أبيه علي بن عبيد، عن أبي أسيد قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم جالسا فجاء رجل من الأنصار فقال: يا رسول الله هل بقي من بر والدي من بعد موتهما شيء أبرهما به؟ قال: نعم، الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما بعدهما، وإكرام صديقهما، وصلة الرحم التي لا رحم لك إلا من قبلهما، فهذا الذي بقي عليك.. وعن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قال: إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم { صححه الألباني.من هنا ارتكزت التشريعات التي شرعها القانون في قطر وأقرها الدستور في مادته الحادية والعشرين والتي تنص على أن "الأسرة أساس المجتمع قوامها الدين والأخلاق وحب الوطن وينظم القانون الوسائل الكفيلة بحمايتها وتدعيم كيانها وتقوية أواصرها والحفاظ على الأمومة والطفولة والشيخوخة في ظلها"، ولهذا تقوم المؤسسة القطرية لرعاية المسنين "إحسان" منذ إنشائها بترجمة هذه المبادئ والقيم والقوانين التي ارتكزت كلها على تعاليم هذا الدين العظيم إلى خدمات متميزة على أرض الواقع تقدم بكل حب وامتنان لآبائنا وأمهاتنا وأجدادنا وجداتنا من كبار السن عرفاناً وتقديرا لما قدموه لأبنائهم ولوطنهم من تضحيات وعمر أفنوه في خدمتهم دون أي منةٍ أو تقصير. ولضمان تقديم أفضل الخدمات التي يحتاجها كبار السن في قطر كان لزاماً على مؤسسة "إحسان" أن تقدم أفضل الخدمات وأجودها وأن تتوجه لكبار السن في منازلهم وبين ذويهم دون تكبيدهم عناء الذهاب إلى مقرها، وقد جاء مشروع برنامج الرعاية المنزلية كأول تحدي يواجه المؤسسة في إثبات قدرتها على تخطي حدود مقرها لتقديم خدمات متميزة موجهة إلى المسن في عقر داره وبين أفراد أسرته وذويه وسط ترقب ودهشة من قبل الفئة المستهدفة إلى أن أصبح هناك تفهم وقبول من قبلهم لاسيما وأن الخدمات التي تقدم لكبار السن تتمثل في الرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية والعلاج الطبيعي والتغذية ويقدمها متخصصون في هذه المجالات، وفي فترة وجيزة زادت هذه الفرق لتصل إلى أربعة فرق تغطي شريحة كبيرة من فئة كبار السن في مساحات كبيرة من قطر.