11 سبتمبر 2025

تسجيل

عيدك أعياد يا أمى

19 مارس 2013

يحتفل العالم بأكمله هذا الشهر من كل عام باليوم العالمى للأم والموافق 21 — 3 — 2013 وذلك اجلالا وتقديرا لما تقدمه كل أم على وجه الأرض من تضحيات وواجبات ومسؤوليات وعطايا بلا حدود من أجل أبنائها وأسرتها وذلك أمر لا يستطيع أحد منا انكاره بيننا والأمومة بكل ثقافتها ومواطنها وجنسياتها ولهجاتها لا تقف عند نوع محدد فى احتوائها لأبنائها وعطاياها لهم، ولكن تختلف الاحتفالات بهذا اليوم بأشكال مختلفة وذلك يرجع للطقوس المتبعة لكل دولة ولكل ثقافة فى هذا اليوم من مظاهر احتفالية مختلفة تدخل البهجة والسرور على قلب كل منا مصاحبا بالبرامج الاعلامية والأغانى الرائعة التى تقدمها العديد من المطربات وتبكى الكثير منا وربما الذين فقدوا أمهاتهم يشعرون بحجم المعاناة أكثر منا لأنهم عرفوا القيمة الحقيقية والفعلية لوجود الأم فى حياتهم، ويعتبر الاحتفال بهذا اليوم لدى العديد من العائلات يمثل فرحة كبيرة يكرمون بها عمود الأسرة فى هذا اليوم وهى الأم وبالفعل تجد أجواء تحمل معها كل معانى الحب والتقدير للأم فى هذه اللحظات ولكن لو أطلقنا الضوء على الدور الحقيقي للأم فهل تستحق الأم فقط يوما واحدا لنقول لها شكرا وعرفانا على كل ما بذلتهِ من أجلنا طوال حياتك ومن أوقاتك وعمرك ورغباتك من أجل احياء أسرتك، ولو طرقنا باب العقوق لكثير من الأبناء الذين لم يروا أمهاتهم سوى مرة كل شهور وربما فى الأعياد والمناسبات وهناك من جفا على والدته داخل منزله وترك لها خادمة ترعاها ولا يعلم عنها شيئا بالأسابيع رغم أنهم داخل منزل واحد، والأم تحت رحمة الخدم ولا يراها ربما أياما وأياما، وهناك من يوفر لها حياة كريمة اقتصاديا ولكن يلغى وجودها اجتماعيا ونفسيا فى العائلة والأوساط الاجتماعية وذلك فيما يتعلق باتخاذ القرارات الحاسمة والمتعلقة بشؤون الأسرة وأى أمور تحمل الحوار والنقاش فقد سلبت بطريقة غير مباشرة ومباشرة. وهناك من يعتبر والدته مصدرا اقتصاديا للدخل إذا كان لديها ارث اقتصادي أو راتب تحصل عليه من الشؤون الاجتماعية كل شهر وهى غير مدركة لتصرفاتها أو القدرة على إدارة ممتلكاتها، والبعض يعتبرها مصدرا لإدارة البيت والاشراف على الخدم والمأكل والمشرب لا غير، ومنها نرى الأم فى أماكن أخرى أيضا كبركة للبيت وهى جالسة فى صالتها ولم يكن لها دور سوى لمة الأبناء والأحفاد حولها وهناك نماذج من الرجال والأبناء من عاش ومات ولم يعرف من هى الأم وماذا قدمت من أجلهم ومن أجل هذه الأسرة حتى تعلو وترتقى يوما بعد يوم ونجد العديد من النماذج المختلفة بيننا والذين لم يقدروا القيمة الفعلية للأمومة الحقيقية والتى يغفل عنها الكثير من الأجيال الحالية ولكن اود أن أقول لهم من خلال سطورى العابرة ان الأم هى من حملتك شهورا ولم تشك يوما من هذا الحمل ولكن تحول الامها إلى لحظات انتظار من السعادة حتى رأتك بين أحضانها وهى من عانت سهر الليالى فى مرضك ووحدتك وتحملت مرحلة اعدادك وتوجيه سلوكك ومن صبرت على تهذيبك وتأديبك ومن عانت فى طول بالها على أن تتعلم كيف تأكل وتشرب وتمشى وعاشت حلما طال سنوات حتى تراك فى مركز مرموق ولم تيأس من تحقيق هذا الحلم يوما وربما هناك من كانوا لا يملكون مالا ولكن باعوا ما وراءهم من أجل الرفعة بأبنائهم فى تعليمهم ومعيشتهم وهى الوحيدة التى تفرح لفرحك وتحزن لحزنك، ومن تعادى البشر من أجل سعادتك ومن تقوم الليل وبكاؤها على سجادتها تدعو لك بصلاح الدنيا والعافية وإذا كان بك هم لم تجد من يحمله لك سوى أمك وإذا ضاقت بك الدنيا فتحت لك ذراعيها على مصراعيها لتحتويك من جفاء الدنيا وقسوة البشر، وهى التى تعانى خروجك ورجوعك إلى البيت فى حين غفل عنك الكثير من اخوتك ولم تستطع أن تأكل شيئا من غيرك وإذا أكلته لم تستطع هضمه لانها أكلته من غيرك، وأنت تنسى همومك وأحزانك وهى لا تنساها وتعيش عليها حتى تزول من حياتك همومك، والأم الانسانة الوحيدة التى تركض لها وتعطيها سرك ولم يستطع أحد غيرها حمله سواها وإذا كان لديك حلم تسعى إلى تحقيقه فلن تجد سواها تعيش معك حتى تستطيع تحقيقه والوصول إليه. مهما كتبت وعطرت سطوري بسيرة الأمومة فلن تكفيها صفحات وراء صفحات فهى القلب الذى يحتويك والغلاف الذى يستهويك والنداء الذى لا ينقطع عليها كلما طرقنا أبواب منازلنا منذ طفولتنا وحتى كبرنا عند فتح أبواب منازلنا أين أنت يا أمى وليس لحاجة ولكن لأن وجودها يسرد القلب طمأنينة وأمانا وهل بعد ما سردته يكفينا يوم أن نحتفل بك يا أمى ولكن لحظاتك كلها أعياد يا أمى.