10 سبتمبر 2025

تسجيل

أي مصير ينتظرك يا غزة؟

19 فبراير 2024

هل سوف يُهجّر الفلسطينيون إلى أطراف مصر الحدودية ؟! هل جمعت إسرائيل ما يقارب مليون وأربعمئة ألف نازح من الشمال في رفح وتعمدت تجويعهم وقصفهم وحصارهم واستهدافهم لإجبارهم على الفرار إلى أراض مصرية حين يُفتح معبر رفح ؟! هل تسعى تل أبيب لتفريغ قطاع غزة من أهله ليتسنى لها إغراق الأنفاق والتصدي لحماس والقضاء على حركة المقاومة كما تقول وتروج لنفسها ؟! ممن أخذت إسرائيل هذه القوة والتصريح لتفعل كل هذا إذا استثنينا طبعا الولايات المتحدة الأمريكية الراعي الرسمي لكل سياسة إسرائيل الدموية في القطاع؟! هل وافقت مصر أو أعطت الأردن إذنا بهذا ؟! فالأردن نفسه اعتبر أكثر من مرة على لسان الخارجية الأردنية الرسمية التهجير إعلانا صريحا بالحرب من قبل قيادة إسرائيل ومصر نفسها عارضت هذا الأمر حينما دعت إسرائيل القاهرة لنزوح أهل غزة إلى سيناء ورفضت هذا الأمر جملة وتفصيلا فما السر اليوم وراء السياسة الوحشية التي تصر إسرائيل عليها وتواصل جرائمها ضد أطفال وأهل غزة النازحين في رفح في صور لا تقل إرهابا عن الصور التي رأيناها في بداية العدوان الآثم عليهم منذ 135 يوما أو ما يزيد ؟! نحن اليوم نكتب ونعبر ونغرد وننقل الخبر والصورة لكن لا يمكن لأحد منا أن يتصور بشاعة ومرارة ما يعانيه أهل غزة الذين شهدوا الويلات ومحو عائلات بأكملها من السجلات المدنية واستشهاد أطفال والأجنة في بطون أمهاتهم في مشاهد قاسية جدا لا تزال ملامح الوحشية فيها تحفر نفسها بعمق في ذاكراتنا التي لا يمكن أن تنساها وإن حاولت رغم التهميش الذي يبدو عليه اليوم جُل الإعلام العربي الذي سقطت أحداث غزة من صدارة الأخبار على شاشاته وتبوأت مراكز متأخرة رغم إن ما يجري اليوم للنازحين الغزيين يبدو أكثر قسوة ودموية مما مضى رغم بشاعة ما مضى من مجازر وأصوات علقت في نفوسنا لأمهات ثكالى وآباء مغلوبين وبكاء الأطفال الذين باتوا بلا أم أو أب وعائلة وبيت وكل هذا والعالم كله يرى وكأنه لا يرى ويسمع ويصم آذانه ويصمت رغم أن الحديث على الأقل يمكن أن يكون موقفا اليوم رغم أن الوضع قد تجاوز الحروف بأميال ولكن حتى ألسنتنا العربية لم تعد تذكر غزة ولا ما قاسته غزة وما تتعرض له غزة اليوم وكأننا اعتدنا المشهد وألفنا صور القتل والدمار والنزوح والجوع والبرد والعراء والخيام البالية والأقدام العارية والأطفال الذين تصطك أسنانهم من شدة الصقيع والأطفال الذين تعلقت أشلاؤهم على الجدران حينما واصلت إسرائيل قصفها النازي على النازحين في رفح فظن هؤلاء الصغار إنه يمكنهم أن يتسلقوا الجدران للذهاب إلى الضفة الأخرى التي يمكن أن يتوفر بها الأمان فإذا ببقاياهم عالقة على نفس الجدران وذلك الأمان الذي لم يعد موجودا على أي بقعة في غزة والعالم كله يتفرج للأسف. اليوم تسعى إسرائيل لتهجير يشبه إلى حد بعيد ما حدث في عام 1948 أو ما تسمى بنكبة فلسطين واللحظة التي كتبت على الفلسطينيين أن يعيشوا غربة منذ ذاك العام الأسود والآن يأتي وزير مجلس الحرب الإسرائيلي بيني جانيتس ليهدد إنه إذا رفضت حماس تسليمهم الرهائن والأسرى قبل شهر رمضان فإنهم سوف يسعون بلا شك لتهجير النازحين الفلسطينيين قسرا بالتنسيق مع مصر وهي ورقة ضغط كبرى تستغلها تل أبيب لتجبر حماس على تسليم الأسرى الذين بحوزتها خشية أن يشهد الفلسطينيون تغريبة جديدة ونكبة أخرى ولا شك أنها سياسة لئيمة لهذا العدو خصوصا إذا ما صدقت كل التقارير الإخبارية التي تنشرها كبرى الصحف الأمريكية والأوروبية عن تجهيز القاهرة لأرض محدودة وإحاطتها بسياج مرتفع لأسباب لا تزال مجهولة لنا الذين نأمل أن تظل مصر ثابتة على موقفها ودحض كل ما يسوق له الإسرائيليون وهذا الإعلام الغربي لأننا طالما عرفنا مواقف مصر من القضية، وآمل ألا يتغير هذا الموقف بأي شكل من الأشكال بإذن الله.