09 سبتمبر 2025

تسجيل

أغراب واحنا قراب !

19 فبراير 2023

وجبة الغداء هي الجامعة لأفراد الأسرة القطرية سابقاً، فقد كانت ساعات التمدرس تراعي هذه النقطة للمحافظة على الترابط الأسري وتقديم التربية على التعليم، إلى أن جاء النظام التعليمي الجديد وأغفل هذا الجانب الاجتماعي المهم جداً، فقد عشنا سابقاً أيام دراسة مريحة وحياة أسرية مستقرة يجتمع فيها أفراد الأسرة جميعاً على وجبة الغداء يتبادلون أطراف الحديث، يأخذ البعض منهم قسطاً من الراحة في نوم بعد الظهر الذي افتقده الكثيرون بالرغم مما اتضح مؤخراً من ضرورة النوم ظهراً لصحة الإنسان وتجدّد نشاطه. في حياة الأسرة في الغرب وجبة العشاء المبكّر هي الجامعة، وهذا مرتبط بفارق الثقافات وبتحكّم أجواء الطقس في حياة الناس، وقد أخطأنا عندما قمنا بالتقليد الأعمى الذي لم يراع الظروف الخاصة بمنطقة الخليج الحارة، وللأسف الشديد لم نُجِد حتى التقليد، فضيّعنا تجمّع الظهيرة على الغداء ولم نتجمّع مساءً على العشاء، فضعفت أواصر التواصل «وصرنا أغراب واحنا قراب»، إنه عندما يُقضى على فرصة تواجد أفراد العائلة ظهراً على مائدة الغداء ستتولّد مشكلة اجتماعية كبرى وهي عدم التقاء الأب بأبنائه لفترة طويلة بالرغم من تواجدهم في منزل واحد، فلم يبق إلا الجمعة والسبت وقد يقضيهما أحد الأطراف خارج المنزل، وهنا تكمن المشكلة ويطول الفراق. قبل إجازة اليومين كنا نعيش ستة أيام مريحة وعندما أصبحت الإجازة الأسبوعية يومين أصبحنا نعيش خمسة أيام متعبة!. بدون أدنى شك أن إجازة اليومين أفضل ولكن لابد أن تكون الخمسة أيام أقل ضغطاً ما أدعو إليه هو الالتفات بشكل جديّ لهذا الأمر، وإني أرى أن تقليل ساعات التمدرس ساعة واحدة لن يكون له التأثير الكبير على مخرجات التعليم، في حين أنها ستكون شديدة التأثير على حياة الطلاب وارتباطهم بأسرهم، لعل حذف حصة دراسية واحدة والبحث عن تعويضها سيساعد الأسرة كثيراً ويساهم في تماسكها، كما أني أرى أن تقليل ساعات دوام الموظفين ساعة لن يؤثر على إنتاجية الموظف، بل سيصب في صالح الأسرة ككل. كانت بعض الأسر تستفيد من أوقات ما بعد الظهر بتنمية مواهب الأطفال، ويتوجه بعضهم لحفظ القرآن، علاوة على تواجدهم مع أسرهم وقتاً أطول، كل هذا اختفى بسبب ساعة زمن واحدة. وليأتي الاستخدام المفرط للجوال والتجوال بين وسائل التواصل الاجتماعي ليزيد الطين بله ! تتجه السويد لتقليص ساعات العمل إلى ست ساعات من أجل إنتاجية أفضل ولمزيد من السعادة للشعب!. ● آخر الكلام: من أجل حياة أفضل ساعة واحدة تصنع الفرق