12 سبتمبر 2025

تسجيل

سينمــــــا عــــربيــــــة فــــاشلــــة !

19 فبراير 2020

حاولت أن ألجم نفسي ولم أستطع.. قاومت الرغبة في غض البصر قليلاً ولم أفلح.. جاهدت أن أصمت.. أقدم أعذاراً وتبريرات وأقول ( يا فتاة لهم العذر فيما يفعلونه والجاهل لا يحاسب حتى يبلغ الحلم أو يعلم)!..لكن – وتعلمون قدر محبتي لحرف الاستدراك هذا- لم يكن لي أن أغض الطرف أو ألجم نفسي أو حتى أبرر لمن يمكن أن أقول فيهم ( فوق شينهم قوة عينهم)!..السينما.. ذاك المكان الرائع الذي ألقي ويلقي كل شخص منكم ثقل يومه فيه.. يمتع ناظره ومسمعه ويقضي وقته إما بضحك ينسي الهموم أو بالتفاعل مع أحداث ( أكشن) في فيلم لا يعرف بطله المستحيل أو حتى بالإغراق في رومانسية فارغة تتحدث عن وفاء أحد الأزواج لكلبه المنزلي!.. السينما.. وما أدراك ما السينما!.. حيث تعرض أحدث الأفلام (الوبائية) التي تحارب العقيدة والدين والمبادئ والأخلاق و... الوحدانية بالله!.. كل هذه (المهازل السينمائية) تحدث بمباركة وموافقة الذي يسمح بأن تعرض لدينا مثل هذه الأفلام المليئة (بإباحية الفكر والجسد)!.. تلك المهازل التي تثبت للنشء الصغير بأن (الإنجيل) هو الكتاب المقدس الذي بيده الصلاح والحرية وإنقاذ البشرية!.. ولا زلت أذكر الفيلم الذي تحدث عن أن نهاية العالم كانت وشيكة في عام 2012 وكانت هذه النهاية المأساوية التي كانت ستمحي البشر عن وجه الأرض وأن هناك من استطاع أن يمنع هذه النهاية وها نحن نتجاوز منتصف شهر فبراير من عام 2020 دون خوف يذكر!.. العروض التي تبهر هذا المشاهد الصغير الذي تلقى مواد المدرسة لديه تجاهلاً لمادتي الشرعية واللغة العربية ويجد الإيمان العميق (بالمسيحية) في مشاهد هذه الأفلام التي ينكرها العقل والدين والأخلاق والمسلك القويم الذي نحلم بأن تنمو أجيالنا الصغيرة عليه!.. فبالله عليكم.. أنظروا ماذا تفعلون بنا.. ماذا تفعلون بالصبي الصغير الذي لا يزال يجهل كيف يصلي ويصوم لكنه بات يعلم كيف أتى وبأي طريقة إلى هذه الدنيا؟!.. ما هو جرمكم الذي يستبيح فكر الناشئ الجديد الذي لا يزال يتعلم أبجدية الإسلام فإذا به يشاهد نهاية العالم ووحدها مفاهيم أبطال ومخرجي هوليوود القادرة على ولادة هذا العالم من جديد؟!.. ماذا تفعلون بربكم في طفل يجهل وجود الله في معناه العظيم ويكاد يراه في فيلم يبدو البطل فيه خارقاً بصورة عجيبة يقاتل ويحارب ويدافع عن (الكتاب المقدس) طيلة ساعات الفيلم ويكتشف هذا الطفل أن البطل كان أعمى في الأساس وأن (الله رب المسيحيين والسيدة العذراء وعيسى عليه السلام) كانوا وراء استبساله وذوده عن الإنجيل وتخليص هذا العالم من الشرور والأوغاد فيه؟!!.. بربكم أفيقوا واخجلوا!.. دعوا دماء الحياء تجري في عروقكم وتقفز إلى وجوهكم الممتلئة المتبلدة وتخيلوا ولداً من أولادكم يعتنق المسيحية فجأة ويرى في الإنجيل كتابه الذي يفاضل به عن القرآن الكريم!!.. فوالله لم أجد تعليقاً مناسباً لخبر منع (سلطنة بروناي) لفيلم أميركي حديث من العرض في صالات السينما لديها لمجرد أنه يتحدث عن عيد الفالنتاين لأنه ليس من الشريعة الإسلامية ولا من أعيادها الشرعية!.. خجلتم أم إنكم لا تزالون بحاجة لصفعات أخرى؟!.. الفالنتاين الذي كان يوم الجمعة الماضي، مستنيراً بألوانه الحمراء المبهجة في واجهات محلاتنا العربية المختصة بالهدايا والتغليف وجذب المراهقين لإغراقهم في هذا العيد الذي لا محل له من الإعراب لدي ولدى الكثيرين ؟!.. فسلطنة إسلامية مثل بروناي ترفض فيلماً لمجرد إنه يتكلم عن قصة تجري في (الفالنتاين) مما عدته سابقة مشينة لهوية البلاد الإسلامية، فالحقيقة تقول إننا ننسلخ من هويتنا الإسلامية أولاً والعربية ثانياً!..لا لا لا عفواً نحن لا (ننسلخ) ولكننا(نسلخ) أنفسنا طواعية غير مكرهين على هذا التصرف البشع الذي يثبت لنا في كل مرة إننا ماضون إلى نهاية العالم ولكن بطريقة مؤلمة حقاً!.. وعليه كان صراخ الرمال المتحركة هذا اليوم مدوياً وموجعاً بقدر الطعون التي تنزف في جسد صاحبتها!..أسدلوا الحياء قليلاً فقد ارتفع وباتت الركب والسيقان مكشوفة ولا يبدو أن الوقت طويلاً حتى نتجنب ظهور العورة المحرمة!.. صدقوني.. الستر زين واللهم يا رب البلاد استر العباد!. [email protected]