12 سبتمبر 2025

تسجيل

حصاد حكم العصابات بعد زمن طويل

19 فبراير 2020

معظم أقطار الوطن العربي ابتليت بعصابات استباحت كل خيرات الشعوب الأجدر بالدول المؤثرة في سوريا أن تسعى لوقف هجرات الشعب السوري لقد كان بكل المقاييس الحكم الذي اتبعته منذ استقلالها أنظمة الحكم العربية شبيه بحكم عصابات شللية لا تعرف ولا تعترف بالديمقراطية وحق شعوبها عدا مكاسبها الخاصة على شكل أفراد أو جماعات منذ توليها السلطة بعد الاستقلال حتى الحاضر الذي كشف به العديد من الزور والبهتان وصولا الى الاهداف التي تضيق الخناق على كل محتال يسعى الى الانفراد بالمكاسب دون غيره. هذه العصابات التي ابتليت بها معظم أقطار الوطن العربي خلال الفترة الماضية الطويلة استحلت دون فتوى كل ما يعود على جيوبها الخاصة متغافلة عن الحلال والحرام وقامت عمدا باهمال أي تقدم أو تطوير ومتناسية كل الواجبات القيادية الوطنية التي تضعها قيادات العالم في مقدمة أولوية واجباتها وهكذا كانت النتيجة في معظم الدول العربية غير مستقرة بين الايجابي والسلبي. من يصدق عربيا أو غيره أن لبنان الجميلة بنظام حكمها ونظافة شوارعها المعروفة منذ زمن طويل تغرق في هذه الايام الحاضرة بمئات الاطنان من قاذورات القمامة التي تركت في الشوارع منذ شهور طويلة دون أخذها ووضعها في أماكن حرقها المخصصة وذلك بعد تحول الحكم في لبنان الى حكم عصابات ومصالح بعيدا عن الحكم الجماعي الذي يعود بفوائد جماعية. من يصدق ان اليمنيين يقتلون الاطفال قبل الكبار في المدن اليمنية تحت نار الحرب ضد الانقلاب الحوثي وفي الوقت الذي يتمتع المدعو بالرئيس وحكومته في الرياض بعيدا عن نار محرقة الحرب الأهلية اليمنية التي أهلكت عشرات الآلاف دون نهاية ممكنة لهذه المحرقة التي كشفت عنها مؤخرا قيادات عربية وغيرها لمحاسبة الاجرام في حق الابرياء. كان الأمل أن يؤدي ذلك الى الاكتفاء بضيافة الرئيس وحكومته والعودة الى اليمن لحماية ما تبقى من الاطفال والأموال الذين أهلكتهم الحرب الحوثية وعاصفة الحزم المتواصلة ضد الأطفال والفقراء في اليمن دون تمييز. وصعب التصديق ان النظام السوري وعصابته ما يزال يجد من يحرص على بقائه من بعض البلدان العربية والأجنبية وبعد ان ترك الشعب السوري سكنه وأمواله وكل ما يملك وبعد ان قتل هذا النظام العدواني الآلاف من أبناء شعبه المظلوم والمقهور تحت حكم عميل اسرائيل الاول في المنطقة لا لشيء وانما لمواصلة الكره في بني قومه الذي تعود عليه منذ أمد طويل. ذلك القليل جدا مما يجري في هذه الدولة العربية واذا كانت هناك امكانية للاطلاع واستعراض البقية العربية فان المطلع سوف يجد ما يفجعه ويذهله ويجعله يطلق الحياة الى الابد على أن يظل مع المعاناة العربية والعيش حتى مع الوحوش والاعداء لان هذه العصابات العربية ظلت مع سبق الاصرار تعبث بالوطن العربي منذ استقلاله ولم تقبل ان تستفيد من تجارب الآخرين في تطبيق العدل بين كافة المواطنين عن طريق الانصاف الديني العادل. واذا كانت نتائج حكم العصابات العربية بعد حوالي 60 عاما من حكمها تجعل هذه الشعوب تظهر معلنة تألمها لعدم تحقيق ما كان يتوقع منها أسوة بشعوب العالم الاخرى التي حققت طموحات مواطنيها من التقدم والتطور وفي كل المجالات في ظل القناعة المتطورة رغم محدودية أموالها مقابل وفرة الاموال لدى الانسان العربي. الكثير من الحكام العرب منذ حوالي 60 عاما التي بقي لديها البقية الباقية من ضمير تتمنى اليوم لو أنه قد ألقي القبض عليها ورميت في السجون بعد هذا الفشل الهائل والطويل وذلك عندما تشاهد الملايين من الشعب السوري بين قتيل ومهاجر الى المجهول وفي الوقت الذي تتجرع العديد من الشعوب العربية مرارة الخوف والهلع من المستقبل المجهول في ظل نظام مجهول التوجه. من يصدق أنه بعد حرب بشار الأسد الطاحنة ضد شعبه السوري ولمدة تزيد على خمس سنوات يأتي في عام 2015 من يحاول من بعض دول لها مكانتها لتسوية الامور بين بشار الحاقد المجنون وشعبه بعد أكثر من خمس سنوات وهو يطحن مع عصابته لحم السوريين وأيضا من يصدق القيام بمثل هذه المصالحة بين الشعب السوري وعدوه بشار الذي يفوق عدوانه على كل طغاة العالم ضد أهله وشعبه وليس ضد المحتل لأرضه في الجولان. ونحن نتابع موضوع المصالحة بين بشار والشعب السوري ونود أن يتكرم علينا أحد من فريقي المصالحة بأن يوضح لنا كيف سيكون التعامل بين القاتل بشار والمقتول الشعب السوري في حال تمت المصالحة خاصة ان الشعب السوري الآن بين قتيل ومهاجر الى المجهول خاصة ان المصالحة يمكن ان تتم بين قائد وجماعة أو حزب من شعبه ولكن أن تتم هذه المصالحة بين قائد شيطان ضد كل شعبه فهذا ما لم يتوقعه عقل طبيعي وخاصة بعد كل الذي جرى من الجحيم بين بشار والشعب السوري المظلوم والمهاجر الى المجهول. المواطن العربي في أي دولة منكوبة بعصابات الحكم فيها كان قبل سنوات يتوقع أنه مهما بلغت انحرافات ومساوئ النظام فانه لن يصل الى ما يجري الان في سوريا أو اليمن أو ليبيا أو غيرها ومع كل ذلك فقد وصل الى الأسوأ ثم تعدى تلك الكارثة والضياع بعد ان هجر الشعب السوري أرضه وكل ما يملك الى المجهول في اتجاه أوروبا والشعب اليمني في اتجاه أفريقيا. وقبل ان نضيع في مداخل ومخارج الأوضاع العربية نود ان نوجه سؤالا الى الدول التي تعقد اجتماعاتها بهدف الحل السياسي في سوريا، فانه من الاجدر بهذه الدول قبل الاجتماعات، فمن الافضل أولا وقف هجرات الشعب السوري الى المجهول في العالم ؟ فإذا تمكنت من وفق الهجرة يكون أجرها على الله.. أما بعد هجرات مئات الآلاف الى المجهول فان ذلك يزيد من البكاء والآلام على هذا الشعب الذي كان قبل الاسد مأوى المحتاجين العرب وغيرهم واليوم إلى الهجرة المجهولة ولذلك ندعو الله الى مساعدة سوريا على النجاة من كارثتها الراهنة. [email protected]