16 أكتوبر 2025

تسجيل

مؤتمر ميونخ فَضَحَ الفُجّار !!

19 فبراير 2019

انتهت أعمال الدورة الـ 55 لمؤتمر ميونخ للأمن الذي يعد الأبرز عالمياً في بحث السياسات الأمنية والدفاعية في العالم والذي شارك فيه صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى بحضور عدد من زعماء العالم ورؤساء الحكومات والوزراء، وغاب عنه دول الحصار التي لطالما ألحّت ودعت إلى توفير مظلة دولية لإتمام وضمان الأمن والاستقرار في العالم. غاب ثلاثي الحصار وحضرت الدولة المُحاصرة لتقف جنباً بجنب مع الإرادة الدولية لتطبيق كل السبل المؤدية لاستتباب الأمن والأمان في أرجاء المعمورة، حضرت الدولة التي حوصرت من جيرانها بدعوى باطلة بدعمها للإرهاب ليستمع العالم كله لرؤيتها حول قضية استعادة الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي ومكافحة الإرهاب. لاشك أن غياب السعودية والإمارات والبحرين عن هذا المؤتمر هو تأكيد على أن هذه الدول لا تملك من محاربة الإرهاب سوى الشعارات الواهية والكلام الفارغ، فما يشاهده العالم من فظائع في اليمن وانتهاكات لحقوق الإنسان في هذه الدول يجعله لا يستغرب في عدم حضورها لهذا المؤتمر. ولأن القضايا التي لطّخت أيدي هذه الدول بالدم لا زالت حاضرة وتُشغل الرأي العالمي وعلى رأسها الحرب في اليمن وقضية اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي فإن السعودية وحليفتها الإمارات لا تملكان أي ردة فعل سوى الهروب من مثل هذه المؤتمرات لاسيما بعد أن أدرجت مفوضية الأمم المتحدة السعودية في القائمة السوداء للدول المتهمة بالتقصير في مكافحة تمويل الإرهاب والجريمة المنظمة! كل هذه الأحداث التي تتوالى سريعاً تُعيد لأذهاننا كيف انقلب السحر على الساحر وردّت كيده لنحره منذ 20 شهراً من حصار قطر، ليتبيّن للعالم كله عكس ذلك وبأن الحقيقة هي أن لقطر دورها الاستراتيجي والفعّال في مكافحة الإرهاب بكل صوره، وهو ما تجسّد جلياً في مواقف الدول الكبرى المقدّر لدور قطر الكبير في دعم كل السبل لمحاربة كل أوجه الإرهاب وعلى رأسها التنظيمات الإرهابية، ولعل تصريحات المسئولين الأمريكيين البارزين في الحكومة الأمريكية تؤكد هذا الأمر حيث أكدت نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأمريكي على أهمية الجهود التي تبذلها قطر في هذا الصدد وأيضاً باتريك شانهان وزير الدفاع الأمريكي بالإنابة ونواب الكونجرس الأمريكي الذين أكدوا تقدير واشنطن لجهود الدوحة في مكافحة الإرهاب، وساهمت في تعزيز جهود المجتمع الدولي نحو تحقيق الأمن والسلم الدوليين. وبالرغم من أن دول الحصار أضاعت جل وقتها وأموالها في معركة خاسرة ضد قطر فإن الوقت لا يسير في صالحها لأنها قوّضت من دور منظومة مجلس التعاون بحصارها لأحد أعضائها ولعدم ثقة الدولتين اللتين لم تنضما إلى حلفهم الظالم، وبالتالي لن تجني هذه الدول إلا خيبات الأمل والعمل على إعلان الوفاة الرسمية لمنظمة مجلس التعاون الخليجي وتجرّع ويلات زرع الكراهية بين الشعوب بعد إنهاء ما كان يربطهم من روابط أخوية ووشائج قربى وعادات وتقاليد مشتركة ! ◄ فاصلة أخيرة « كيف نكون ضمن حلف يضم بلداناً تحاصرنا منذ 20 شهراً ؟ سؤال لسعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية طرحه خلال جلسة نقاشية بمؤتمر ميونخ يُجسد إلى أي مدى وصل إليه تمادي وقصر نظر دول الحصار وعدم وعيهم بالتحديات والمصاعب التي تُواجهها المنطقة والتي بلا شك ستهدد عروش حُكمهم وستجعلهم أثراً بعد عين [email protected]