13 سبتمبر 2025

تسجيل

حلول للفجوة الغذائية في المنطقة العربية

19 فبراير 2017

ضرورة إعادة رسم خارطة الأراضي الزراعية في الوطن العربي وتحفيز الشركات للاستثمار فيها.. تسبب نقص الغذاء عالميًا في تفاقم مشكلات الفقر والجوع والأمراض، إلى جانب النزاعات المسلحة ونزوح ملايين البشر، التي أفرزت هي الأخرى قضية ملحة أهمها الأمن الغذائي، الذي تراجع في مؤشراته السنوات الأخيرة. وأدت تلك المشكلات إلى فجوة غذائية عميقة في المنطقة العربية، باعتبارها أكثر المناطق الساخنة في الصراعات، ففي إحصائية جامعة الدول العربية ذكرت أن الفجوة الغذائية في الشرق الأوسط يقدر حجمها بـ٣٤ مليار دولار، ويخشى المختصون اتساع الفجوة إلى ٥٣ مليار دولار في ٢٠٢٠ و٦٠ مليار دولار في ٢٠٣٠.. وعللت أسباب الفجوة الغذائية بتضرر الأراضي الصالحة للزراعة في المنطقة العربية، بسبب الأضرار التي خلفتها الحروب والدمار والكوارث الطبيعية. وكانت هيئة الإنماء الزراعي العربي قد ذكرت مؤخرًا أنّ العالم العربي يعاني من فجوة زراعية تقدر بـ45 مليار دولار، وأنها تحتاج لتطوير أدائها الإنتاجي 191 مليار دولار بهدف تحقيق اكتفاء ذاتي. وذكرت أنّ الأراضي الزراعية غير المستغلة تقدر مساحتها بـ200 مليون هكتار، فيما ذكرت دراسة لجامعة الدول العربية أنّ إجمالي الموارد المائية المتاحة في الشرق الأوسط تقدر بـ260 مليار متر مكعب. وأوضح صندوق النقد العربي أنّ القطاع الزراعي يعاني من فجوة حقيقية، بسبب تراجع أداء المؤسسات الزراعية في السنوات الأخيرة. ويتطلب للنهوض بالزراعة التي تبني الأمن الغذائي، وتعزز من وجوده في كافة مناحي الإنتاج إعادة دراسة الأراضي الزراعية الصالحة وغير الصالحة في المنطقة العربية، بهدف رسم آليات جديدة للمعالجة، خاصة أن الدمار الذي خلفته الحروب ما زال يترك آثاره على الأراضي، إضافة إلى حشد تمويل عربي للاستثمار في الأراضي الزراعية، وتحفيز الدول التي لديها أراضٍ خصبة على إنماء ثرواتها بالزراعة الحديثة، وهذه المسيرة تتطلب جهودًا جبارة من صناع القرار والمختصين. ومن محفزات البناء التركيز على العنصر البشري الفاعل الذي يبني إنتاجًا زراعيًا له مردود في السوق، وهذا يحتاج إلى إعادة تأهيل الكوادر المحلية، ومعالجة أسباب الخلل في الإنتاج والمحاصيل والزراعة والريّ والتخزين وغيره. في المنطقة العربية تضررت كثيرًا البنى التحتية بسبب النزاعات المسلحة أولا، والعوامل المناخية المتقلبة التي حصدت الأخضر واليابس، إضافة إلى هجرة الأيدي العاملة إلى الخارج مما أثر سلبًا على كفاءة الإنتاج العربي. والحلول الملحة اليوم.. هي إعادة رسم خارطة الأراضي الزراعية في الوطن العربي، وتحفيز شركات على الاستثمار فيها، ودفع رؤوس الأموال إلى إعادة استثماراتها للمنطقة العربية. أما المنطقة الخليجية فقد شرعت في السنوات العشر الأخيرة إلى بناء مصانع وشركات تعنى بالحصاد والإنتاج الزراعي والحيواني، وبدأت فعليًا في ضخ استثمارات كبيرة في دول عربية للاستفادة من الأراضي الزراعية في إنتاج كميات وفيرة من الحبوب، كما حفزت أصحاب المبادرات والأعمال على بناء مصانع وتأسيس شركات في عدة دول عربية وأجنبية بهدف إثراء المخزون العربي من الغذاء والمؤن الأساسية. [email protected] qa.bahzad@facebook