19 سبتمبر 2025
تسجيلالمثقف القطري يستحق قدرا وافرا من التشجيع والاهتمام، نحن متفقون على هذا المطلب الوطني العزيز ، فهل يلاقي المثقفون القطريون نصيبهم من العناية والتقدير الواجب؟ حيث يروق لأغلب المؤسسات الثقافية والإعلامية التغني بذلك الشعار، والتأكيد على الاعتزاز بكوادرنا الوطنية المثقفة، لكنَّ متابعةً ميدانية سرعان ما تكشف زيف تلك المزاعم. فكم مشهد ومسمع تتقدم به جنسيات أخرى على مثقفينا القطريين ، وفي احيان اخرى تتصدر المشهد عناصر فقيرة ثقافياً حتى وان كانت (محلية المنشأ) أو مكررة الوجوه، بتأثير الانتقائية والتحيز عند ترشيح أو تسمية اشخاص، دون غيرهم لاعتبارات اخرى ليس من بينها القيمة الثقافية أو أحقية التمييز، وشواهد ذلك ملحوظة للناظر والمستمع.ـ مؤسسة الحي الثقافي (كتارا)، معلم ثقافي وسياحي فريد من نوعه، تقام على ضفاف شاطئه الجميل فعاليات ومهرجانات وعروض تنسب للثقافة والفنون والتراث، لكننا نلاحظ تناقضا بينها وبين مفهوم الثقافة الاصيلة او الموروث العزيز، ويؤسفنا تغييب ثقافتنا الجميلة وتراثنا العريق في كثير من الفعاليات المقامة على شاطئنا الثقافي، مما يعد تجاهلا واضحا لأصحاب الارض، وتهميشا للنخب المثقفة وتنحية للخبرات والطاقات الوطنية المبدعة جانباً؟ وما الانطباع الذي يخرج به الوافدون وهم يتابعون عروضا واحتفالات تتحدث عن شعوب اخرى، وتتجاهل ثقافة الشعب القطري الاصيل، وموروثه الشعبي الغني؛ بخصائصه ومقوماته المستمدة من ثوابته الشرعية والأخلاقية والحضارية الرائعة؟ صحيح أن فعاليات محلية قد تتناول شيئا من تراثنا، لكنها تعرضه بصورة مشوهة تارة ومزورة تارة اخرى، رغم التأكيد على اهمية التراث وحمايته من الاندثار والتشويه، باعتباره عنصراً رئيساً من عناصر الهوية ، فكيف نصف تلك الممارسات؟! وكيف تتحول الثقافة الى مسخ غريب الملامح، وهم يؤكدون الاعتزاز بثقافتنا وتراثنا الوطني!؟ـ المسؤولون في حينا الثقافي يصرون على إسناد تنظيم الفعاليات الكبرى الى شركات وجهات اجنبية من خارج المؤسسة، لتقيم عروضاً ليس بينها وبين الثقافة علاقة تذكر، وتسيء الى عاداتنا وتقاليدنا وثوابتنا الراسخة، حتى وصل الأمر الى استقدام جمهور من خارج الوطن، لمتابعة عروض الاسابيع الثقافية !! ناهيكم عن تنافر وانفراد بالرأي والقرار يسود علاقات منتسبي مؤسسة الحي الثقافي، ولماذا يتم التعامل معنا كمثقفين مواطنين، وكأننا غرباء في حيّنا وعلى ضفاف شواطئه الجميلة السليبة؟! ثم أين نصنف مقاهي (الكرك والجباتي) ومطاعم موسيقى النشاز والإزعاج والعروض المستهجنة من الثقافة الحية الأصيلة؟ ـ كما أتساءل ـ وأمثالي ـ لماذا يحرم الكتاب والادباء القطريون الجادون من انشاء جمعية تضمهم، وتعبر عنهم أسوة بجمعيات تسكن الحي الثقافي، ويأنف المرء ـ أحياناً ـ من ذكر أسمائها أو الإشارة إلى فعالياتها!؟ هذهأسطر سقتها بدوافع ثقافية وطنية، واتوقع أن المعنيين وأصحاب الشأن سوف يتعاملون معها.. بما ننتظره منهم، حرصاً على تقديم منتج ثقافي رفيع المستوى، سليم المحتوى؟ثقافة حرة قد يفهم بعضهم أنني أسوق نفسي عبر سطور هذه المقالة، لكنني لم أسعَ لهذا الهدف، وإن كان مشروعاً في حالات خاصة، لأن أعمالي وإنجازاتي تسبقني اليهم، فلا تدع لي مجالاً لتزكية نفسي عندهم. وعندما احصل على لقب (أمير الكتاب) في بلادي من احدى القارئات المثقفات، فيكفيني أنني أقنع قرائي، وأحقق ثقتهم الغالية بما أكتب، ومَن ترى أنني استحق ذلك اللقب الثمين فإنها تستحق ان تكون (أميرة القراء) أيضاً.