11 سبتمبر 2025

تسجيل

(الرعب الأحمر) .. إرهاب بنكهة هوليودية !!

19 فبراير 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); (1) توقفت كثيرا عند فيلمي إحراق الكساسبة وإعدام الأقباط المصريين، واللذان رغم بشاعتهما وإجرامهما، نجحا في بث رسائل إعلامية بالغة الجودة والاحترافية، تخاطب العالم وتبهره بالصورة.. فقط الصورة!إتقان هوليودي، ومؤدون بارعون من المرتزقة، الذين يعرفون أدوارهم بالضبط، ويتحدثون الإنجليزية بطلاقة، تحيط بهم كاميرات High speed عالية المستوى موزعة بشكل احترافي، بتقنية D 3 مع إتقان توظيف التصاميم المتحركة، محبوكة بإخراج وسيناريو متفوق في توظيف مونتاج وجرافيكس متطور جدا!طبعا كل ما سبق في جانب، وما لاحظه الكثيرون من الثقة المفرطة للطاقم المنفّذ لعملية النحر في الوصول إلى المواقع والتنفيذ، في مناطق بعضها مفتوحة وبملابس واضحة الهوية، تجعل المشاهد يتساءل: أين بوارج الناتو وأقمارهم الصناعية؟ بل أين ما نسمعه من ملاحقة إرهابيين "داعش" الدقيقة؟!كله تلاشى أثناء تصوير أفلام "الرعب الأحمر"؟!(2)هو التاريخ يعيد نفسه، فمنذ بدايات القرن الفائت، أتقنت أمريكا ومخابراتها توظيف الصورة للسيطرة على عقول الجماهير، وكذلك تفعل اليوم، ولكن لكل زمان خططه ومكره.يقول "بول لا ينبرجي": "الدعاية تشمل الاستعمال المخطط لأي صورة في الاتصال العام أو الجماعي بهدف التأثير على العقول والمشاعر لغرض معين.. وهذا ما تمكن ملاحظته من المسؤولين عن برامج الحرب النفسية"!هم أتقنوا استخدام الصورة وتوظيفها، وهذا بالطبع من غير المستغرب، فالإعلام الأمريكي اليوم يهيمن على نحو %80 من الصورة المبثوثة حول العالم. منذ أن أسست "لجنة كريل" في العام 1916، وتاريخ الدعاية القذرة بات هو ما يسبق تنفيذ السياسات على الأرض.تلك اللجنة التي أسسها الرئيس الأمريكي حينذاك "وودور ويلسون" نجحت في قلب مزاج الشعب الأمريكي الهادئ حينها، إلى شعب متعطش للدماء يريد استئصال الألمان!نجحت تلك التقنية في الحروب الخارجية، فتم توظيفها داخليا فيما سمي بسياسة "الرعب الأحمر" في تدمير النقابات والاتحادات داخل أمريكا.تلك اللجان وأثناء حروب أمريكا الخارجية على سبيل المثال، نجحت في اختلاق عدد كبير من الأعمال البشعة التي ارتكبها الألمان لتبرير الحرب. منها نشر صور لأطفال بلجيكيين مزّقت أذرعهم، كما نشروا صورا ومشاهدَ أخرى مروّعة، تورد مذكرات الحرب السرية التي نُشرت بعد ذلك، بأنها كانت من مهام وزارة الدعاية البريطانية، والهدف هو الهيمنة وهندسة الرأي العام، ومن ثم توجيه فكر العالم بمثقفيه نحو الحرب!يذكر "في تيلور" في كتابه "ذخائر العقل" بأن مكتب الدعاية والمعلومات الحربية التابع لوزارة الدفاع الأمريكية، وبعد الهجوم الياباني على بيرل هاربر العام 1941، أنفق سنويا 50 مليون دولار على إنتاج وترويج الدعايات الحربية التي تخدم المصالح الأمريكية، ولا تسأل عن المليارات التي ينفقها حاليا؟!يقول تشومسكي في كتابه "هيمنة الإعلام": إذا ما أريد خلق إعلام عنيف يستخدم القوة في جميع أنحاء العالم لتحقيق غايات نخبته المحلية، لا بد أن يكون هناك إعجاب مناسب بالقيم العسكرية وإزالة المشاعر غير المرضية ضد استخدام القوة"، وهو ما كانت تروجه صحيفة الـ"واشنطن بوست" أثناء جنون حرب الخليج الأولى تحت عنوان: "احترام القيم العسكرية"!حتى هتلر استفاد من تلك التقنيات في ثلاثينيات القرن الماضي، حيث أثار في شعبه الخوف من اليهود والغجر، وبأن على الألمان أن يسحقوا الأعداء ليدافعوا عن أنفسهم.تابعوا جميع الحروب الأمريكية على دولنا، أمريكا دائما تسبقها بصنع المبررات، وتوظف فيها الصورة الثابتة والمتحركة بشكل مجنون في أربع مراحل: مرحلة تصعيد الأخبار عن بلد أو جماعة، مع وصفها بكافة الصفات والنعوت البشعة.ثم تنتقل للمرحلة الثانية، وهي مرحلة الإقناع، حيث تبث أخبارا هائلة تهيئ الجماهير لقبول التدخل العسكري، بدءا بالضربات الانتقامية أو الدفاعية وصولا للاحتلال العسكري. ومن ثم ينتهي الأمر بمرحلة تنفيذ المهمات، المتعلقة بتحقيق المصالح الإستراتيجية الأمريكية، سياسية كانت أو واقتصادية، تتمثل في نهب ثروات الشعوب تحت عنوان براق مثل (تحريرها)، أو تنصيب موالين لها وحمايتهم إذا كانت أجندة المصالح طويلة المدى!وكما يقول "فيليب نايلتي" من صحيفة الجارديان البريطانية، أن هناك أمورا ثلاثة تؤخذ بعين الاعتبار عند التحضير للحرب: الأزمة، وفيها تنشر التقارير التي تظهر تعقد الوضع وبأن الحرب هي الخيار الوحيد. ثم تشويه صورة القائد أو الجماعة أو التنظيم وربطه بهتلر (لتوظيف الصورة الذهنية الدموية). وختاما تبدأ بنشر البشاعات، وذلك بوضع ونشر القصص لبناء ردود الفعل العاطفية وتقويتها.راجعوا معي الأحداث قليلا، واعكسوها على تاريخنا الحديث بدءا من حرب الخليج الأولى ومن ثم حربي أفغانستان والعراق، وفزاعة القاعدة وأحداث 11 سبتمبر وصولا لما فعلته –وما تفعله- ما تسمى "داعش"!!(3)حقيقة لا يحتاج المرء للكثير من التبريرات ليستوعب معنى العدوان الأيديولوجي والتشويه الممنهج على دين الإسلام، والذي استُثمر بصورة كبيرة بالتعاون مع الطوابير الخامسة من عملاء الداخل، وجيش الحرس الثوري ذي الأحلام الإقليمية التوسعية مثل إيران.لاحظوا معي بشاعة ما فعلته – وتفعله- ميليشيات الحرس الثوري الإيراني في العراق وسوريا، وهي في حقيقتها لا تساوي 1% من إجرام ما تسمى "داعش"!لاحظوا معي بشاعة ما فعلته القوات الأمريكية في العراق وأفغانستان في تاريخها الحديث فقط!هل يُعقل أن عمليات حرق ونحر وهدم واغتصاب لمئات الآلاف موثقة ومُشاهدة في سوريا والعراق، وشاهدنا أمثال بشاعتها في أبو غريب وجوانتنامو، وبدون تصوير هوليودي، لم تحرك شعرة عند أنظمتنا العربية وعند العالم المتواطئ، بينما تصويران لحرق ونحر 22 شخصا يحركان العالم نحو وجهة معينة، مع استنكارنا لحرق ونحر جميع الضحايا.دولة عربية تضرب دولة عربية، وأمريكا وإيران تضحكان وتنتظران نصيبهما من كعكة النفط الليبي.هذا ونحن لم نتحدث بعد عن مخطط تقسيم مصر، وإعطاء الأقباط حكما مستقلا كما فعل الغرب في جنوب السودان.أفلام هوليودية، ممثلوها مرتزقة بارعون، ولكن مخرجها السياسي فاشل.ما يؤلم فيها هو تورط دولنا في تنفيذ المصالح الأمريكية والإيرانية على حد سواء، من حيث تعلم أولا تعلم.