27 أكتوبر 2025

تسجيل

قطر والمملكة على قلب رجل واحد

19 فبراير 2015

لا حديث في الشأن السياسي على الساحة الخليجية هذه الأيام سوى تلك التحركات المكوكية البينية بين قادة وكبار مسؤولي دول الخليج العربية، وأبرز ملامحها تلك المباحثات التي أجراها سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى مع أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بالرياض أمس الأول، والتي كانت محط اهتمام الأوساط الرسمية والإعلامية في المنطقة والعالم، وتركزت مباحثات الزعيمين على عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وما تبادلاه من وجهات نظر حول كل ما من شأنه تحقيق استقرار المنطقة وأمنها دعما وتعزيزا لمسيرة العمل الخليجي المشترك لتحقيق آمال وتطلعات شعوب دول الخليج العربية. ثبت أن المباحثات بين سمو الأمير وخادم الحرمين سادها جو ودي عكس روح الأخوة التي تتميز بها العلاقة بين البلدين الشقيقين ورغبتهما المشتركة في المزيد من التعاون والتنسيق على مختلف الأصعدة، حفتها الرؤية الثاقبة للزعيمين لما تتطلبه المرحلة التي تمر بها المنطقة من تكثيف التنسيق والتشاور المستمر في إطار خليجي جامع يضمن الأمن والاستقرار والازدهار المشترك، فاكتسبت الزيارة أهميتها بالنظر إلى المستجدات والتطورات التي تشهدها منطقة الخليج والتحديات التي تواجهها في عالم التكتلات الكبرى والتجمعات الاقتصادية العملاقة وهي تحديات تؤكد الحاجة إلى تعزيز مسيرة التكامل بين دول مجلس التعاون سواء على المستوى الثنائي أو داخل منظومة المجلس . ولا يختلف اثنان على أن القمة التي جمعت سمو الأمير المفدى والملك سلمان كان لها دور كبير في انقشاع كثير من الغيوم التي حجبت الرؤى حول مستقبل المنطقة، وهذا ما جعل المباحثات بين القيادتين تحظى باهتمام إقليمي ودولي واسع نظراً للتوقيت الذي عقدت فيه، والتي تتطلب تضافر جهود الأطراف الفاعلة كافة من أجل تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، فزيارة سمو الأمير للرياض لها أهميتها بشمولية معانيها وأبعادها السياسية والأخوية وفي دورها في تكريس الروابط المتجذرة بين قيادتي البلدين وشعبيهما الشقيقين. إن ما بين قطر والسعودية، تاريخ مشترك، وروابط دين ورحم ودم وجوار، وكيان خليجي واحد، وهما معا بكل هذه الروابط، يعنيهما حاضر واحد، ومستقبل واحد، ومصير واحد مشترك، بكل المقاييس.. ويعنيهما بالضرورة أمن واستقرار هذه المنطقة التي تعصف بها الحروب والتوترات والنزاعات، ولأن الزعيمين الخليجيين لهما وزن إقليمي ودولي، وحضورهما فاعل ومؤثر عربيا وإسلاميا وأمميا، فهما معا بهذا الوزن والحضور، يمكن أن يلعبا دورا مؤثرا جدا في إطفاء نيران هذه المنطقة المهمة من العالم . إن منطقتنا الخليجية ليست بعيدة عن وهج النيران التي أشعلتها الطائفية والأطماع المحيطة، فهي الآن تمر بظروف دقيقة، وتحديات جسام، ومخاطر متعددة، وكل لقاء بين قادة دول المنطقة يصب بالتأكيد في متانة الكيان الخليجي، ومشاورات سمو الأمير المفدى مع الملك سلمان بن عبدالعزيز أخيرا وما سبقها من مشاورات مع باقي قادة مجلس التعاون سيكون له فعل إيجابي في التصدي لكل المخاطر التي تواجه المنطقة، فهذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها المنطقة تتطلب مزيدا من التواصل والعمل البناء بين دول مجلس التعاون الخليجي . يحدونا الأمل الصادق أن نبقى على قلب رجل واحد في مسيرتنا الخليجية، فنحن بأمس الحاجة إلى مزيد من التكامل والتماسك وتقديم الأولويات، والابتعاد عن كل ما قد يثير الحساسيات بيننا . وسلامتكم