13 أكتوبر 2025

تسجيل

مكافحة الفساد خليجيا

19 فبراير 2014

لأول مرة في تاريخ دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية يلتقي مسئولون على مستوى عال يناقشون الفساد ويتدارسون وضع آلية لوقف التلاعب والاستهتار بالمال العام ومكتسبات تلك الدول بعد ان اخذ الفساد ذروته ونخر في كل مفاصلها، وبات من الضروري لدول الخليج العربية التي حباها الله بالخيرات وبالمال الوفير ان تتنبه لهذه الظاهرة المزعجة بعد ان كانت خزائنها مرتعا لـ القطط السمان ينهبون بطرقهم الخفية ما يشاءون ويعقدون الصفقات الخارجية الكبيرة باموال الدولة، فما تعانيه السعودية في هذا الاطار هو نفسه ما تعانيه الكويت وما يحصل من فساد في قطر هو ايضا يحصل في الامارات وما يجري في البحرين هو ذاته ما في السلطنة، فالفساد هو آفة مذمومة في كل مكان والتصدي له ولو انه تأخر على شكل جماعي الا ان الانتباه له ايضا جاء في وقته.بالامس اختتم رؤساء الأجهزة المسئولة عن حماية النزاهة ومكافحة الفساد بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الاجتماع الاول لهم بدولة الكويت، وترأس وفد دولة قطر سعادة السيد عبدالله بن حمد العطية رئيس هيئة الرقابة الإدارية والشفافية الذي اكتسب خبرة عالية من منصبه هذا، وهو من اشد المتحمسين للقضاء على الفساد بكل اوجهه وقدم بلا شك رؤيته في هذا المجال لنظرائه الخليجيين خلال المؤتمر، وهذا ما دعا الى عقد المؤتمر الثاني في الدوحة في فبراير من العام القادم. متابعة الفساد والقضاء عليه طالما انه اصبح هما مشتركا فلا بد ان تكون الالية مشتركة في طرق اجتثاثه ولابد ان تكون المقترحات ترقى لتقديم تسهيلات لمسار التعاون بين دول المجلس من خلال تعزيز دور الأجهزة المعنية بمكافحة الفساد بالدول الأعضاء ووضع خطوات فعالة في مجال حماية النزاهة ومكافحة الفساد بدول المجلس، وما يثلج الصدر ان الخطوات التي اتخذت في المؤتمر الاول جاءت على مستوى الطموح.توصيات كبيرة تلك التي توصل اليها المؤتمر في ختام اعماله بالكويت امس ومعظمها تصب في خانة الاهتمام المشترك وهي محل تقدير واهتمام الرأي العام ونتمنى في هذا الاطار اشراك المواطنين الخليجيين من الاكاديميين واصحاب الرؤى النيرة بتشكيل هيئة خاصة بهم لإسداء الرأي والمشورة للاسترشاد بما تجود به قرائحهم من آراء وافكار لا شك انها ستخدم التوجه العام.ان آفة الفساد باتت تقطن أحشاء مجتمعاتنا وتنمو على حساب أقوات وثروات شعوبنا وبسببه توسعت الهوة بين طبقات المجتمع.. وسلامتكم.