15 سبتمبر 2025

تسجيل

يوسف أحمد.. الخط والحروفية

19 يناير 2024

يُعدُّ الفنان التشكيلي القطري يوسف أحمد الحميد (ولد 1955) من جيل رواد الحركة التشكيلية القطرية، فقد أعلنت مواهبة الفنية عن نفسها مبكرًا، وله مؤلفات ومعارض فنية محلية في قطر، وخليجية وعربية وعالمية، كما أنه أول فنان قطري يعرض لوحاته خارج قطر، إلا أن ما يميز سيرورته الفنية أنه دخل هذا العالم السحري متعلقًا بجماليات الخط العربي، فقد اجتذبه الخط الكوفي والثلث والرقعة، بينما كان لا يزال على مقاعد الدراسة الابتدائية، واستمر الولع بفنون الخط العربي ملازمًا له في مسيرته التشكيلية، فوظف جمالياته في لوحات حروفية متميزة، ونجح في المزج بين الخط والرسم بصورة تعبر عن خياله المبدع، وتأثر بأفيشات السينما المصرية، بالإضافة إلى أنه ولد وقضى سنوات طفولته وربيع عمره في حي الجسرة، ما جعل التراث التقليدي والبيئة القطرية ومفرداتهما حاضرين في أعماله الفنية. تمثل فترة دراسته الفنون الجميلة بالقاهرة، التي تخرج منها في عام 1976، تجربة جديدة في فنونه، حيث أتيح له أن يرى المتاحف، والمجلات الفنية، والتراث المعماري الإسلامي، الذي يزدان بأنواع الخط العربي، ما ترك تأثيره في رسوماته، وشجعه لأن ينظم أول معرض لفنان تشكيلي قطري خارج قطر بمناسبة افتتاح نادٍ للطلبة القطريين دارسي الفنون بالقاهرة سنة 1975، وتواصلت مشاركاته في المعارض المحلية القطرية، وفي مارس 1977 نظم أول معرض شخصي في متحف قطر الوطني، وفي عام 1978 كون مع الفنانين: حسن الملا، ومحمد علي، جماعة «الأصدقاء الثلاثة» الفنية، كأول جماعة فنية في قطر، ونظموا تحت مظلتها عددًا من المعارض المتنقلة في الهواء الطلق، ثم توجه في عام 1979 لدراسة الماجستير في الفنون الجميلة؛ بجامعة أوكلند بولاية كاليفورنيا الأمريكية، وتوجت تجربته بعد ثلاث سنوات هناك؛ بتنظيم معرض فني عام 1982، بقاعة البنك الدولي بواشنطن، وبعد عودته أسس مع آخرين جماعة «أصدقاء الفن التشكيلي»، كما شارك في معارض «الجمعية القطرية للفنون التشكيلية»، ونظم معارض فردية، واشترك في معارض جماعية، كاشفًا فيها عن ملامح أسلوبه الفني الذي يحمل بين جنباته الهوية القطرية، إذ يقدم فيه عناصر البيئة القطرية البحرية الصحراوية، وأخيرًا؛ توجت تجربته الفنية؛ بإنتاج ورق خاص من سعف نخيل التمر، يستخدمه في رسم لوحات تحمل ملامح التراث القطري من الأبواب والزخارف والمساجد والقلاع، وغيرها. يوظف يوسف أحمد الخط العربي في لوحاته في جو من التسطيح والبعد الواحد، ما يجعله مدخلا مغايرًا لتجارب الفنانين العرب الآخرين مع الخط العربي، إذ إن عمله خطاطًا بدار العروبة ثم جريدة العرب، بين عامي (1974-1975)، بالإضافة لاطلاعه على تجارب الحروفيين العرب وغير العرب، ترك تأثيره في تجربته الخطية والحروفية، التي لاقت الاستحسان من الكتاب والنقاد، وتوجت بفوزه بجائزة مهرجان بغداد الدولي لعام 1986، وجعله هذا يبحث عن خامة محلية؛ ليقدم الخط العربي بالتسطيح؛ في تجربة قطرية عربية إسلامية عالمية.