17 سبتمبر 2025
تسجيل* الحياة رحلة أقصر وأسرع من أن نخطط ونرسم مسارها، بخطط اجتماع لكسب قلوب، أو اجتماع مغلق لخطط تدمير وكسر قلوب! أو خطط إستراتيجية لممارسة سطو لسلب حقوق!. الحياة رحلة تطول وتقصر مليئة تستدعي أن نعيشها ونعيش تفاصيلها بصدق ينعكس على كل شيء بحب ونية طيبة وعفوية تجعل الإنسان يضحك إن تعثر، ويبتسم إن واجهته صعاب. ويجد تلك اليد تجاهه ممتدة ليقف. * بقدر تحركنا وبعدد مرات صعود وهبوط من سلم طائرة، وبحدود امتلاكنا مساحة من مكان، وبعدد المرات التي نختار أن نكون ضمن بشر، وبحجم ذلك الضجيج أو ذلك الصخب. بين كل ذلك نلتقي فيها بوجوه، وتغادرنا وجوه. ويبقى السؤال بحجم الشوق لعدد معين من الوجوه. * بقدر ما يتحلى الإنسان بالصبر، وبحجم ما يظن بنفسه وإرادته من قوة وصلابة، وبعدد المرات التي يقرر فيها أن ينزوي وأن يلتزم فيها لحظات صمت التي قد تمكنه من هروب واختفاء اختياري بعيدا عن فضول بشر، ويكون فيها مع ذاته أقرب لفهم، وأقدر على تأمل ورؤية الصورة أمامه كاملة ورؤية البشر وتأملهم، إلا عند لحظات ومشاعر وذكرى وجوه وأصوات افتقدها، يكون عند لحظة الشوق أضعف خلق الله لمشيئة شاءت بها الأقدار ولم يكن للإنسان فيها قرار. * الحياة نحن ضيوف فيها وضيوف مكرمون أو متعبون عندها، وجميعنا مغادر وراحل عنها. ولن يبقى لنا من رحلة التواجد والعبور والوجود والحركة والسكون إلا تلك اللقطات السريعة والقريبة أو تلك اللقطات البعيدة، وتلك المواقف التي تركت لها أثرا ومكانا في أرواحنا، من كلمة صادقة ومشورة ناصحة، ولهفة خوف حقيقية صادقة، لتكون كل تلك اللحظات والصور ذكرى طيبة، وسيرة عطرة تجعل للغياب حضورا، ولصدى الصوت ترددا.. وظل وجود وإن غابت الأجساد عن المكان. * قراءة سيناريو الحياة، وتأمل ما نملك من صفحات دونت وانتهت فصولها، وبين قراءة وتأمل لسيناريو قدري يرسم وتكتب فصوله الأقدار والمشيئة الإلهية، خلاله نقلب سريعًا أبجدية الأسماء لفصول كتاب كانت ولا تجد الروح لهفة لتقف عند تلك الأسماء وفصولها. ونقف بابتسامة وحب واحترام وشوق لحروف أسماء دونت في سجل أيامنا بسيناريو رسمت فصوله لحكمة نجهلها. * الحياة مع ضجيجها وزحمة البشر فيها وحجم المشاغل والأدوار خلالها، فهي أبسط من أن نتردد في اتخاذ قرار وموقف يريح الروح والفكر من إرهاق التردد والانزواء، تمنحنا الحياة ظروفا ومواقف وحسن تدبير من أن نفوت فرصا ومبادرات تحت مسمى الكبرياء. وعزة النفس لنضع قيودا على تحرك ونمارس عندا على اتخاذ قرار. * آخر جرة قلم: الحياة كريمة ومعطاءة بكرم المشاعر ورقي الأخلاق وصدق التعامل والنيات، كريمة وإن ظننا للحظة أنها تبخل في العطاء، وحنونة في وقت نظن أنها تقسو، وقريبة في زمن نظن إدبارها عنا. الحياة معنا بحب بحجم ما نملك الحب والصدق والإحساس بأعماقنا. الحياة حياة إنسان بكل تفاصيلها وصورها ومواقفها وبحجم المشاعر التي تتكون وتكون وتنطلق خلالها لتكون قريبة منه، أو بحجم جمال المشاعر التي تسكنه وتنعكس حوله، الحياة مجموعة صور لملامح ومراحل وتجارب تبدأ من رحلة تاريخ ميلاد وعجلة هذه الرحلة وكم الضجيج والوجوه حولها إلى أن تنتهي وتقف بمغادرة رحلة حياة. الحياة كريمة بكل تفاصيلها..