11 سبتمبر 2025
تسجيلماذا يريد الحوثيون؟! فإذا اعتبروا بأن هجومهم بطائراتهم المسيرة على أهداف وصفوها بالحيوية على بعض المناطق في السعودية والإمارات على أنه رد على غارات التحالف الموجهة ضد النقاط الإستراتيجية لتمركز قواتهم وعدتهم وإضعاف قوتهم العسكرية فأنا هنا أعتبره ردا جبانا، لأن الحوثيين يعلمون أن تواجدهم بهذه الصورة المسيطرة على العاصمة الرئيسية لليمن هو من الأساس تواجد غير شرعي وهم يقعون تحت خانة المحتلين للعاصمة اليمنية وعلى كثير من المحافظات التابعة لها، بل إنهم يقاتلون اليوم أبناء وشعب تعز الأبية حول السيطرة على مدينتهم العريقة وكأن الأمر يجب أن يقع كل ما هو يمني تحت سيطرتهم وسياستهم التي يعلم اليمنيون أنفسهم أنها سياسة عوجاء تقوم على مصالحهم الشخصية ولا شيء غيرها، لأنهم لم يمدوا يد الحوار ولو لمرة واحدة لتحجيم الأزمة اليمنية ولم يسعوا وراء إيقاف الحرب الطاحنة التي اشتعلت بأرض اليمن منذ أن وطأ الحوثيون أرض صنعاء ونزلوا من جبال صعدة التي كانت وكرا لهم وكانوا يوصفون آنذاك بالعصابة نظرا لما كانوا يرتكبونه من جرائم إنسانية تتمركز حول اختطاف الأطفال والفتيان من عائلاتهم في غاراتهم المفاجئة لضمهم لهم وتعليمهم أصول السياسة التي تقوم عليه أفعالهم حتى انتهزوا فرصة ذهبية جعلتهم ينزلون من القمة للقاع ويبسطون سيطرتهم على العاصمة صنعاء، بل ويعلنون أنفسهم الحكومة بعد أن سكنوا القصر الرئاسي الذي يتوسط قلب صنعاء بينما وضعوا الحكومة الشرعية مرتهنة في القيام بمهامها الفعلية إلى حين الوصول إلى حل جذري ينهي هذه الأزمة الممتدة منذ سنوات طويلة لم ترجح كفة أي من الأطراف للوصول إلى ما ينهي معاناة هذا الشعب الذي ظل منذ عقود رهين الثورات ونهب الثروات ويعيش مهرولا وراء قوت يومه وقوت عياله دون التفكر بمن يحكمه أو يلكمه إن صح التعبير !. بالأمس امتدت أيادي الحوثيين إلى أهداف جديدة في دولة الإمارات بعد أن كانت تستهدف المملكة العربية السعودية بغاراتها العشوائية التي تستهدف المدنيين بصورة خاصة واعتبروا أنفسهم أبطالا خصوصا من الذين يسكنون شقق أوروبا من المناصرين لهم ولو كان الحوثيون حريصين على إنهاء الأزمة أو حتى احتوائها، كما يزعمون، لالتزموا باتفاقيات وقف النار التي أُبرمت سابقا ويسعون هم أنفسهم إلى التهدئة التي يزعمون بها عبثا على شاشات التلفزة العربية التي يكونون هم أحد أطراف اللقاءات فيها ولما كانوا يتحملون الجزء الأكبر من حال الشعب اليمني الصعب والذي يقع على عاتقهم ما داموا هم الطرف الذي اعتدى وحمَّل هذا الشعب فاتورته الباهظة جدا والذي يدفعها من حياته وأمنه وقوته وفقره وجوعه ومرضه وعافيته المنهكة الواقعة بين أمراض تفتك بتلك العافية وبين جوع يهدم ما تبقى منها ونحن في هذا لا ندعو إلا أن ينعم الله على هذا البلد اليمن السعيد أو ما كان يوصف به بأن يعود إلى حضن العرب الذين قد يتحملون جزءا من معاناته بإسقاطه من ملفات القضايا العربية التي يجب أن تجد طريقها للحل عاجلا غير آجل. ونستوضح في هذا موقف دولة قطر التي كانت ترى وتصرح على ألسنة دبلوماسييها في المحافل العربية والإقليمية وحتى الدولية بأن الجلوس على طاولة الحوار يمكن فعلا أن يلقى الحل الناجع والناجح لإنهاء هذه الأزمة التي طال أمدها ولا نريد أن تمتد في أجلها كالمدة التي تسير عليها أزمة سوريا وأزمة ليبيا للأسف رغم أن المقدمات لا تعطينا هذا الأمل ولكن يبقى الأمل في الله أولا ثم بحكمة بعض الدول الخليجية والعربية قائما ولعل الغد يحمل لنا من البشائر ما نرجو ونتمنى بإذن الله. [email protected] ebtesam777@