30 سبتمبر 2025

تسجيل

أسرار السعادة

19 يناير 2022

في عام ١٩٣٨ بدأت جامعة هارفارد بدراسة حياة ٧٢٤ شخصاً، منهم طلاب بالجامعة، بالإضافة لمراهقين في أحد الأحياء الفقيرة. وقامت بشكل دوري بدراسة أدق التفاصيل في حياة الذين خضعوا للدراسة في مختلف مراحل حياتهم، فمنهم من أصبحوا أطباء، وسياسيين، وعاملي بناء، ومنهم من كان فقيراً جداً ووصل لأعلى المراتب، ومنهم من كان غنياً وأمسى فقيراً، بل إن أحدهم أضحى رئيساً للولايات المتحدة (جون كينيدي). لا تزال الدراسة مستمرة حتى اليوم، وتعاقب عليها عدة فرق من الباحثين. كما أضيف لاحقاً للدراسة الجيل الثاني من أبناء من خضعوا للدراسة. لذلك فهي تعتبر أطول دراسة علمية في التاريخ. وفي كل فترة يقوم الباحثون بنشر نتائج دراستهم، وحتى الآن وبعد أكثر من ٨٠ عاماً، خرج الباحثون ببعض النتائج الرئيسية، سأوجز أهم ثلاثة دروس خلصت بها الدراسة لمعرفة أسرار السعادة: 1) المال والمنصب والشهرة ليست معايير حقيقية للسعادة، فهذه الأمور قد تزول، وحياة الإنسان تنقلب في لحظات، فلا ينبغي الحكم على شخص بأنه سعيد وناجح بالنظر لفترة محددة من حياته، فالسعادة ينبغي النظر لها لتكون أكثر شمولية في حياة الإنسان. 2) التعامل العقلاني مع الانتكاسات، والتأقلم السريع مع تقلبات الحياة، من أهم مفاتيح السعادة، أو نستطيع أن نطلق عليه الرضا بالقضاء والقدر. 3) وهو الأهم، متانة العلاقات العائلية والاجتماعية هي أهم عامل للعيش بسعادة وبصحة نفسية وجسدية جيدة. فكلما زاد استقرار العلاقات في سن الخمسين، تحسنت صحة الشخص في عمر الثمانين. هذه النتائج توجه البوصلة للاتجاه الذي ينبغي أن نستثمر وقتنا وجهدنا. ولعلنا نضيف أيضاً العلاقة مع الله، لإيماننا بأن السعادة لا تأتي إلا بتوفيق الله لنا، فهو المعين في حياتنا قبل كل الأسباب الحياتية. Twitter:@khalid606