17 سبتمبر 2025

تسجيل

أسئلة حول الرواية القطرية (1)

19 يناير 2017

أُثيرت عدة أسئلة، خلال الفعاليات المصاحبة لمهرجان كتارا للرواية العربية، والتي عقدت خلال يومين سبقا إعلان نتائج الجائزة.ولستُ هنا بصدد تلخيص الأسئلة والأجوبة، إنما سأقدِّم بانوراما لما يدور في أذهان الروائيين والنقاد العرب من أسئلة، قد تُثار في أي ندوة تتعلق بالرواية والأدب عمومًا.أولًا – قضية "القُطرية": هل فعلا نحن نحتاج لأن نَسِم أعمالا بوسم البلد الذي تصدر فيه تلك الأعمال؟ وكانت الرؤية تجاه ذلك -كما جاء على لسان أحد الأخوة من تونس- لماذا نقول: الرواية القطرية، الرواية الإماراتية، الرواية المصرية؟ لماذا لا نكتفي بعبارة "الرواية العربية" فقط، ونزيل صبغة " القُطرية" عن أعمالكم؟ وكان جوابي في ذلك كالتالي، كونه تداخل خلال شهادتي حول كتاب "الرواية القطرية.. قراءة في الاتجاهات": إن كتابي هو الأول من نوعه الذي يدخل المكتبة العربية، وإن الرواية القطرية لا تزال غير معروفة، حتى في دول الخليج العربي، ولا بد من أن يكون العنوان دالًا على هدف الكتاب ؛ كي يعرف القارئ عم أتكلم، خصوصًا النقاد العرب. فإنني أتحدث عن الرواية القطرية، والتي تفتقد المكتبة العربية لأي مصدر لها. لذا، استوجب الأمر أن يكون العنوان كذلك. كما أنني قمت بقراءة اتجاهات الرواية القطرية، وفي النهاية لا يجوز أن أسمي الكتاب باسم الرواية العربية! ثانيًا – ما هو الجديد الذي قدّمته الرواية القطرية في مجال الرواية العربية؟ وكان جوابي: إن الرواية القطرية حديثة العمر، ولم يتبلور مفهومها إلا عام 1993 بصدور أولى الروايات القطرية. كما أن صغر حجم التجربة (23 عامًا) قد لا يكفي لتعميم خصائص أو ميزات تقدمها الرواية القطرية، علمًا بأنها لامست الهمَّ الاجتماعي بشكل مكثف، واقتربت من التاريخ ومحاكاة المستقبل، والأسطورة والجريمة، وكلها موضوعات وردت في مسيرة الرواية العربية. وكنت أقول دومًا إن الرواية القطرية تناولت قضية التحول المجتمعي، وحياة أهل القرية وانتقالهم إلى المدينة الحديثة (الدوحة)، حيث تتوفر البنى التحتية للحياة، ووجود مؤسسات الدولة. كما أن الوقت لا يزال مبكرًا لاكتشاف الميزات أو الإضافات الجديدة في الرواية العربية، ولربما استفاد النقاد العرب من وجود أكثر من 23 رواية قطرية تم تصنيفها على أنها تحتوي على الخصائص السردية.ثالثًا – هل اكتملت الرواية القطرية، أو التزمت بالخصائص السردية؟ وكان ردي أن هنالك تفاوتًا في تطبيق أو التزام الروايات القطرية بتلك الخصائص. فهنالك روايات لا تحفل بأي من تلك الخصائص، ولا تقترب منها، ولا تعرفها، وهي التي تم استبعادها من الدراسة المذكورة، كما توجد روايات بها إضاءات عابرة وقصيرة لتلك الخصائص، ظهرت في شكل السرد الهادئ المُعبّر، أو اللمحات الفنية للغة، ولكن الواضح عدم احتفاء الرواية القطرية بالزمان والمكان بشكل واضح في معظم الروايات التي صدرت منذ عام 1993 وحتى اليوم، بل كانت الأزمنة في عقل الكاتب أو الكاتبة، ولم يتم ربط الزمن المُتخيل أو الذي تقع فيها أحداث الرواية بالأحداث المتزامنة للحياة العامة، وهذا يُثير أسئلة ثقافة الكتابة، حيث إن معظم الذين كتبوا الرواية ليسوا نقادًا، اللهم إلا اسمًا أو اسمين!يتبع...