11 سبتمبر 2025

تسجيل

عجائب أسوان والأقصر

19 يناير 2016

كثيرآ ماسمعت وقرأت عن أسوان والأقصر بأرض الكنانة أم الدنيا مصر، من حضارة عريقة تحمل سبعة آلاف سنة ممتدة بالتاريخ والأصالة والعجائب، وقد اكتشف الكثير منها وظل الكثير لم يكتشف حتى الآن من اسرار هذا التقدم الفكرى والعلمى، ويكاد الكثير من العلماء يعجزون حتى الآن عن تفسير الكثير منه، ومازالت عملية البحث مستمرة، والمنطقة تبهر كل من زارها من جنوبها لشرقها، وهذا مارأيته من سر جمال وهدوء أسوان، الذى يتمثل فى ضفاف نهر النيل وانت تراه بصورة تفوق الخيال عن وصف البشر عند دخولك هذه المدينة، ونسمة الهواء الباردة التى تحمل نسائم الخير المنبثقة من نهر النيل وبشاشة وجوه اهل النوبة فى حسن الاستضافة وكرم الاخلاق، والروابط الاجتماعية بين اهل النوبة واسوان وحديثهم بصورة متتالية عن الحب والتكاتف والإخاء والايثار فى كل معاملاتهم مع بعضهم البعض، ومع كل الضيوف من السياح، ويليها رؤيتك للسد العالى وقمة الابداع والانجاز وكيف تمت هذه الفكرة بهذه الدقة والانجاز، الذي يرفع من شأن كل عربى وليس المصريين فقط، وزيارتك لكثير من اشهر المناطق السياحية فى قوارب النيل وهدوء الحياة وعباقرة هذا التاريخ، الذى يبدو على ضفاف نيله وانت تتجول مابين جبال الملوك وجزيرة النباتات والتى ترى فيها عجائب خلقه وندرة الكثير من النباتات فى الجزيرة، وزيارة القرية النوبية، وترى حفاوة استقبال اهلها من خلال دخولك مزاراتهم والتعرف على طقوسهم وعاداتهم الاجتماعية والثقافية وروح الاخاء والمودة على طبيعتها بعيدة عن التصنع والمدنية التى يعانى منها الكثير منا، ورؤية مقبرة أغا خان وهو احد المشاهير وترجع اصوله الى باكستان او الهند، وحضر لزيارة اسوان وكان يعانى من احد الامراض الجلدية وتم علاجه فيها لاشتهار اسوان بعلاج الكثير من الامراض الجلدية نظرا لثروتها الرملية ونجاح الطب الشعبى لديها، وتعلق قلبه بالمكان وقام بشراء فيلا وتوفي وتم دفنه بأسوان، واصبح معلما من معالم اسوان التى تراها وتسمع قصته مع زوجته الفرنسية، ولهما الكثير من اعمال الخير بأسوان. ثم زيارة معبد فيلة والمسلة الناقصة وعبقرية الفراعنة وعظمة هذا التاريخ العريق، الذى يعجز العقل والعين عن ايجاد الكلمات والعبارات للتعبير عما رأت، ويليها فندق الأولد كتراكت ويقال عنه فندق الملوك والامراء والمشاهير، وتم بناؤه فى عهد الخديو اسماعيل ويحمل جمال التاريخ فى كل ركن من اركانه، وجمال الطبيعه الخلابة، أما مدينة الاقصر وجمال النيل من اليمين ومعابد الاقصر والكرنك فى شرقها، وتشعر بلحظات من التوقف الفكرى وانت تتجول بين خطوات التاريخ الفرعونى وعظمة هذه العقول، فى كل خطوة تخطوها عند تجولك، وكنت اعتقد ان التاريخ والحضارة فقط عند رؤيتى للاهرامات وابوالهول، ولم اظن ان هناك تاريخا اكبر واشمل منها مائة مرة فى الاقصر واسوان، وانبهارك بالمنطقة الغربية عند دخولك لها ورهبة الجبال التى تحمل الطاقة الايجابية بمجرد رؤيتها، قبل دخول وادي الملوك وبه العشرات من مقابرالملوك فى قلب الجبال بصورة اكبر من الخيال الذى تتصوره، وانت ترى قوة ابداعات وعبقرية الفراعنة كيف اخترقوا الجبال واختيارهم للمكان للحفاظ على تاريخهم ومقتنياتهم وشرح تاريخهم، بأقلام وصور ملونة مازالت على حالها حتى الآن رغم مرور الاف السنين.. ويليها وادي الملكات المخصص لقبور الملكات وقمة الابداع الفرعونى وكيف كان مستوى العقول ذاك الوقت والتى تصنع وتحفظ تاريخها، مع اختيار الاماكن الجبلية لحفظ هذا الفن الراقى فى قلب الجبال، وكيف كانت قوة ادراكهم الفكرية لاختيار الاماكن الشاقة التي تبعد مئات الامتار فى قلب الجبل، وكيف تمت عملية الحفظ لهذه الاثار رغم مرور آلاف السنوات، مما يجعل عقلك يتوقف لحظات للتعرف على هذا الابداع الفنى والعقول المبدعة، والزيارة تحمل العديد من اتساع الفكر والعقل وجمال الحياة، سواء من خلال تاريخ طويل يحمل كما من الحضارة والتاريخ الذى تعجز مهما اطلعت عليه ان تصل الى مداركه، الامر الذى يدل على عظمة هذا التاريخ الذي سيمتد فى الاجيال القادمة، ونأمل ان يحملوا فى عقولهم عبقرية الاجداد على مدار سنوات بالآلاف لها بصمة فرعونية ابهرت العالم بإبداعاتها وانجازاتها، ولايكفي ان تستمع فقط، ولكنك بحاجة الى زيارة الكثير لرؤية عظمة هذه الحضارات العريقة، التي لايكفيها زيارة واحدة ولكن إلى مزيد من الزيارات.