17 سبتمبر 2025

تسجيل

" شكرا إدارة الثقافة "

19 يناير 2014

اهتم العالم بشكل عام وقطر بشكل خاص بالثقافة فهي تصرف عليها المبالغ المالية الكبيرة سواء في إنشاء بنية تحتية مثل دور العرض المسرحي أو القاعات التي تقام بها الفعاليات الثقافية مثل الفن التشكيلي وغيره وكل ذلك بهدف تنمية المجتمع المحلي والجهود التي تبذلها وزارة الثقافة والفنون والتراث، جهود كلها تصب في جانب تثقيف المجتمع ولعل الحوار الذي أجريناه مع الشاعر والأستاذ فالح الهاجري مدير إدارة الثقافة فقد قال بأن هناك 83 فعالية أقامتها الإدارة وهذا الفعاليات محلية وخليجية وعربية وعالمية لأن الثقافة هي سلوك تعلمي يكتسبه أفراد المجتمع من اللغة والقيم والعادات والاتجاهات والأخلاق والأفكار التي يتميز بها كل مجتمع.والبعض يقوم بحصر الثقافة في نطاق ضيق ألا وهو نطاق التعليم فيعتقد بأن الإنسان المثقف هو ذلك الإنسان المتعلم فقط، لكن التعليم هو جزء بسيط من أجزاء الثقافة، فليس كل إنسان متعلم مثقفا.فعموميات الثقافة تعنى هذه القيم وهذه السلوكيات التي يشترك فيها كل أفراد المجتمع دون تميز، مثل الملبس والمأكل والسلوكيات في المناسبات المختلفة، فالوطن العربي مثلاً يتميز بالزي العربي والأكل العربي والأخلاق العربية والطابع الذي يميز البلدان والمنشآت، فهذه عموميات يشترك فيها جميع أفراد المجتمع.وهناك خصوصيات الثقافة وهي التي تميز فئة معينة من فئات المجتمع بنمط معين من السلوك تميزه عن باقي أفراد المجتمع، فمثلاً فئة الأطباء لهم زي معين يميزهم عن غيرهم وكذلك علم محدد خاص بهم لا يفهمه غيرهم وكذلك المهندسون والمعلمون وغيرها.أما ثقافة خصوصية الخصوصيات فهي تشمل تلك الخصوصيات التي يتميز بها أناس معينون يمثلون الصفوة في كل تخصص أو كل مهنة.وبذلك نجد أن الثقافة في المجتمع الواحد متنوعة ومختلفة، بينما في حالة المجتمعات نجد أن عموميات الثقافة هي التي تميز كل مجتمع عن الآخر.فعلى سبيل المثال الثقافة في البلاد العربية والإسلامية نابعة من معتقداتنا الإسلامية وأخلاقنا العربية الأصيلة هي الأساس الذي نستقي منه ثقافتنا، لذلك أي إنسان مسلم متمسك بدينه وقيمه وثقافته في أي مكان يصل إليه يعرف بأنه مسلم لأنه متمسك بثقافته التي نشأ عليها، فالثقافة منشأها الفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها، حيث إن الإنسان يكتسب ثقافته من مجتمعه الذي نشأ فيه.والثقافة متجددة باستمرار لا يمكن أن تقف عند سقف معين من أنماط السلوك والاكتساب، وهي تنتقل من مكان لآخر بانتقال أفرادها ومن يحملون سماتها.لذلك المجتمعات التي تتمسك بثقافتها تظل راسخة وقوية.ومما يجدر الإشارة إليه، أن مصطلح الإنسان المثقف كان قديماً يشير إلى ذلك الإنسان المطلع الذي يستطيع تحصيل المعرفة في أكثر من مجال من مجالات الحياة، لكن في الوقت الحالي اختلف هذا المفهوم حيث أصبح الإنسان المثقف هو الذي يعلم أكثر عن ثقافة الآخرين، لأن الثقافة متنقلة ومتجددة وقد يحدث عبرها احتلال وغزو للعقول فالإنسان الذي يعرف ثقافة الآخر بالتأكيد لن يحدث له غزو ثقافي.فالثقافة لها دور هام وكبير في رقى المجتمع وفي توعية أفراده بالأخطار المحدقة التي تواجهه خاصةً من أصحاب الثقافات الأخرى.لكن تظل ثقافتنا نابعة من معتقداتنا الثقافية والمجتمعية لأن معتقداتنا تتوافق مع نقاء الفطرة وسلامة النفس البشرية.كل الشكر لإدارة الثقافة والفنون بقيادة الأستاذ فالح الهاجري وكل العاملين بها على هذه الجهود.