11 سبتمبر 2025
تسجيلفي مثل هذا اليوم من العام الماضي كنا نحتفل بأكثر من مناسبة حيث شهدنا نهائي كأس العالم 2022 والذي اختار له المنظمون أن يكون في ذكرى اليوم الوطني لتأسيس دولة قطر واليوم نعيد الذكرى العالمية في هذا اليوم الوطني الذي ندعو الله أن يعيده على دولتنا وقيادتنا وحكومتنا وشعبنا وأرضنا بالخير والأمان والنماء والاستقرار وأن يحفها بحفظه ويكتنفها برعايته من كل سوء ومتربص وسائر بلاد المسلمين في كل مكان. اليوم قطر هي عروس ديسمبر التي تأتي كل عام متلحفة باللونين الأبيض والعنابي وزاهرة بكل ما تعني كلمة الفرح من معان. وبهذه المناسبة فإنني أتقدم لمقام حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد وراعي النهضة فيها وإلى مقام سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني مؤسس قطر الحديثة حفظهما الله وإلى الحكومة الرشيدة والشعب الكريم بأبلغ كلمات التهنئة والتبريكات بمناسبة ذكرى يوم تأسيس البلاد ونهضة العباد في يومنا الوطني الذي نحتفل به اليوم في تحفظ كبير وشعور يكتنفه الحزن على وفاة أمير دولة الكويت الشقيقة سمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح رحمه الله الذي فقدت هذه الأمة بفقدانه رمزا من رموزها الوطنية في الخليج والوطن العربي ككل إلى جانب ما يمر به قطاع غزة الفلسطيني من احتلال وعدوان إسرائيلي وحشي قتل حتى الآن عشرات الآلاف جُلّهم من الأطفال والنساء وأصاب أضعافا مثلهم ودمر البنى التحتية إلى جانب الدور والبيوت وكل ما يمكن أن ينتفع منه الفلسطينيون إلى جانب أكثر من 1700 مجزرة وإبادة ارتكبتها قوات الاحتلال الآثمة ولا تزال ولذا فإن قطر التي لطالما تحملت مسؤولياتها العربية والإسلامية تجاه قضاياها المصيرية فقد كان القرار الصائب بإلغاء المسير الوطني تماشيا مع الظروف التي يمر به القطاع الفلسطيني الصامد قرارا أخويا وإحساسا بما يقع على عاتق أشقاء فلسطين ومن باب الإحساس الكبير تجاه مثل هذه الظروف الصعبة التي تبوأت قطر فيها أيضا الدور المنوط بها كوسيط موثوق وبلد فاعل في تدعيم أسس السلام في كل مكان ومع هذا يبدو أننا في دواخلنا نشعر بأن هذا اليوم الوطني ما هو إلا شعور متأصل بدور الدوحة في الأزمات وأنها لم تؤسس أرضها إلا من خلال أدوارها الفاعلة عربيا وإسلاميا وإقليميا ودوليا وعليه كان لابد أن يندرج كل هذا تحت اسم قطر واستذكار كل هذا في اليوم الوطني اليوم الذي يمر مختلفا بعض الشيء لكنه بلا شك يظل يوما يمر من عمر بلادنا التي ندعو الله أن يحفظها ويحميها وتظل الدولة التي ينظر لها العالم بعين الاحترام والتقدير والإعجاب بإذن الله. نعلم بأن اليوم يبدو مختلفا للظروف المعروفة ولكننا لطالما شاركنا الأشقاء أفراحهم وأحزانهم معنا ولطالما شعرت قطر بأنها جزء من منظومة خليجية وعربية وإسلامية لا يمكن أن تنفصل عنها ولذا أدعو الجميع إلى التحلي بمسؤوليتهم في هذا اليوم الذي لا يمكن أن يمنعنا شيء فيه من الشعور بالاحتفال لعام يكاد يطوي ما قبله وبلادنا تنعم بفضل من الله أولا ثم بفضل القيادة الحكيمة بالرخاء والتقدم والاستقرار ولكننا نعي جيدا أن شعورنا المسؤول أبلغ من أي شيء وأن بلادنا لطالما كان شعورها بالمسؤولية تجاه الغير من أشقائها شعورا يشهد لها دائما وإننا في قطر نشعر بأن ديسمبر هذا العام يأتي مختلفا عن غيره ويختلط معه الحزن لفقدان هامة وطنية خليجية عربية وإسلامية تتمثل في وفاة سمو أمير الكويت الراحل حفظه الله إلى جانب ما يمر به أشقاؤنا في غزة الفلسطينية من عدوان وحشي داعين الله أن يرفع الغمة ويُبدل أحزان أمتنا فرحا وأن يعيد ( ديسمبر ) وكل شهر وعام وبلادنا وبلاد العرب والمسلمين بألف خير ونماء واستقرار بإذن الله.